ط
مسابقة الشعر الحر والتفعيلى

مالم يقله الناى .مسابقة شعر التفعيلة بقلم / محمد متولى طه الشريف . مصر


محمد متولى طه الشريف
جمهورية مصر العربية
01024141401

من شعر التفعيلة
(ما لمْ يَقُلْهُ الناي)

من وحي آهاتِ الجياعِ
أحيكُ متْنَ قصيدتي
وأدوّنُ الأنّاتِ من صدرِ الحيارى المتعبينْ
أقتاتُ حرفيَ كلّما أبصرتهمْ
يَتقاسمونـ الخوفَ عدلاً بينهمْ
يتناوبونَ زعامةَ الحزن الذي
أَلِفَ التسكّعَ في وجوهِ الصابرينْ
(مُتَفاعِلُنْ )فيما تبوحُ بهِ
العيونُ الساهرات
وما تجود به القلوبُ من الأنينْ
أَخْتارُ مطلعيَ المثير بحكمةٍ
إذْ ليسَ يُدهشُ كالبكاءِ بعينِ طفلٍ
شَيّبتهُ وجوه قومٍ ميتينْ

هذا المساءُ يروقُ ليْ
الآن أرسمُ ما أريدُ
وما أشاءُ من الصورْ
الآن أختصرُ المسافةَ
بين تأويل القصيدةِ والحقيقةِ للبشرْ
الآن أعبرُ من حدودِ العجز منفلتاً
أعانقُ في المدى شمساً
وأحتضنُ القمرْ
وأضمّد الجرحَ المعتّق في السماءِ
لكي تجودَ بوحيها
وبما يطيبُ من الثمرْ
الآن يمكنني إقتباس تجاربِ البسطاءِ والموتىْ
لأكتبَ بيت شعرٍ من شررْ
من وحيِ ما يُمليهِ ليْ
هذا العناءُ المستبيحُ لصمتهمْ
المستريحُ على الجفونِ
كَمَنْ تملّكَ واسْتقرْ

من ربع قرنٍ
أو يزيدُ وقلبيَ المبذورُ في رحمِ الشقاءِ
يَجرُّ حرفيَ للبعيدْ
ويقولُ للجمهورِ متّكأً على سُمّارهِ
يا أيّها المطحونُ مهلاً إنّني
الآن أعرفُ ما تريدْ
الآن أجعلُ من حروفٌ قصائدي
خبزاً يُسَكِّتُ جوعَ طفلٍ هدّهُ
وجعٌ عنيدْ
قد كان آخر لقمةٍ للنفس بسمة أمّهِ
وأكُفّ شيخٍ ليس يحملُ نفسهُ
يتلو عليهِ من التصبّر حكمةً
ما ليس تُشبعُ أو تفيدْ

يا أيها الوطن المرابضُ
في الفؤاد وفي العيونِ وفي الوريدِ
أما اكْتفيتَ من التخَبّط في عيونِ
الحالمينَ بعودتكْ
أوكلّما قمْنا نُطبّبُ جُرحنا
ونودّع الصبرَ المعانق روحنا
تأتي على خجلٍ
تُمَهِّدُ أنْ تُطيل بمحنتكْ
لا شئ يعجبُ في انكساركَ فانتفضْ
وفّرْ لنفسكِ ما تقول وتدٍعي
لا تعتذرْ
إنّا مَعَكْ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى