ط
أخبار متنوعة

محمد سعد يكتب : هل الإرهاب جريمة كارثية أم تطرف ليس بجريمة

كتب/ محمد سعد

لقد تطورت قوانين وتشريعات عديدة تدين الإرهاب لكن لم تتطور تشريعات دولية كافية تدين الإرهاب حيث يمكن للمتطرفين أن يرتعوا كما شاؤوا، ويمكن أن يتمدد كيفما أراد، ويمكن لعناصرهم أن تنتقل حيثما أرادت من دون أن يكون ذلك كله مداناً ويشكل الإرهاب خطرآ كبيرا

والأفعال الإرهابية هي الناتج النهائي لعمليات كثيرة

إن خطاب الإرهاب يمثل جريمة، ولكن خطاب الكراهية لا يمثل جريمة، والقانون الأمريكي على سبيل المثال لا يعاقب على خطاب الكراهية إلا إذا كان موجهاً ضد السامية ويعتبر معظم العالم

خطاب التطرف غير مجرم وفي حين ليس ثمة

قضية أو مظلمة يمكن ان تبرر الإرهاب فإننا لن نقلل من خطرة إلا بإنهاء النزاعات وامتحانات حقوق الإنسان والفقر والإقصاء التي هي ظواهر تدفع العديد إلى التطرف العنيف ويجب أن نوقف ظواهر الاستقطاب وكرة الأجانب وخطاب الكراهية التي تنتشر في ارجاء العالم

 

إن صناعة الكراهية من قبل المتطرفين لا يمكن اعتبارها واقعة ضمن حرية الرأي دون تمحيص وتدقيق، ذلك أن المتطرفين الإسلاميين إنما يمثلون سلاح الجو الذي يمهد ميدان المعركة لمشاة الإرهابيين الفتاوى التي يصدرها المتطرفون، والآراء التي يلوكها المتشددون لا تقف عند حدود الرأي والنظرية، إذ سرعان ما تتحول الفتوى إلى دماء فلا تكفير من دون قتل، ولا حكم بالردة من دون قتال إن الأمر ليس خلافا بشأن تاريخ الإغريق، أو اتجاهات البحث في علم الرياضيات، كما أنها ليست مبارزات ذهنية أو تمارين عقلية إنها أحكام جنائية يتبعها سيل الدم من دون انقطاع

 

لا يدرك كثيرون أن التكفير ليس رأياً بل هو حكم وقرار، ذلك أن التكفير في عقيدة هؤلاء يوجب القتل، وأن الحكم بالردة أو الخروج من الدين هو في حقيقة الأمر ليس وجهة نظر بل هو حكم بالإعدام ولا يزال العالم من دون حسم في

توصيف ويحتاج إلى إعادة دراسة ذلك وما يوفره من ملاذ آمن لنصوص لا نهائية من الكراهية والتطرف إن ذلك الارهاب هو ما بات يحرق شعوباً وأفراداً في كل مكان، ومن غير الحكمة غض النظر عنه واعتباره بالجملة مساحة جديدة في فضاءات الرأي

 

إن الجماعات الإرهابية كافة قد تأسست داخل هذه المساحة، وعاشت ونمت بفضل ذلك ، ولا يوجد إرهاب من دون أن يسبقه تطرف، كما أنه لا يوجد تطرف من دون أن يؤدي إلى إرهاب إنها معادلة واحدة، هما وجهان لجوهر واحد، وكل وجه يغذي الآخر ويبقي عليه ومن غير الحكمة أن تنصب مواجهة الإرهاب على الفعل من دون الفكر، أو يقف المواجهون عند مصبّ النهر من دون الوقوف عند منبعه، وإذا كان من حل شامل لكارثة الإرهاب فلا بد من اسقاطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى