ط
السيناريو والحوار

مسرحية عبير الروح .مسابقة السيناريو والحوار بقلم /عبير عوض محمد ابوعليان من مصر

مسرحية عبير الروح

عبير عوض محمد ابوعليان
التليفون:22478942 – 01097342265
مسابقة السيناريو والحوار
عبير الروح
مسرحية
تأليف وسيناريو وحوار : عبير عوض ابوعليان

الشخصيات:
الأب”أيمن”
زوجته ,ابنته “نورة”,أخته “بهية”,وزوجها جميل وابنتهما”وفاء”

“المشهد الأول”
يدخل الأب أيمن منزله بعد غيبة طويلة كان مسافرإلى مكة لأداء العمرة فعندما وصل علت الأصوات في المنزل ترحيبا بقدومه وكانت زوجته وابنته وأخته بهية في المنزل فرحين به يشتاقون إليه وإلى الحديث معه فاستعاد نشاطه وأخذ يحدثهم عن رحلته في مكة وأداء المناسك والحشود المحتشدة من المعتمرين وفي أثناء حديثه تذكر فلسطين واليهود فدعا عليهم بقوله”اللهم العن اليهود” بصوت مرتفع قليلا وكانت أخته بهية في سرحان عميق تفكر في مشاكلها مع زوجها جميل الذي انحرف عما قليل وتركته هي لئلا تجرح كرامتها مع هذا الإنسان الذي أصبح مع البشاعة والأنانية رجل جديد لم تستطع أن تعيش معه على ما هوعليه فتركته وتركت ابنتها وفاء معه فكل لحظة تمر عليها يعاودها تفكيرها في حياتها السابقة
وفي هذه اللحظة عندما ارتفع صوت أخيها قليلا انفزعت من صوته وانتبهت من غفلتها فأكمل الأب مستطردا حديثه فاستقطعته أخته بهية قائلة
“استأذنك يا أخي فمالي بينكم بحديث
إني وحيدة دنياي مظلمة لاأفهم معك حديث
تقول ما تقول ما فهمت كلمة
غير اليهود والكفار عليهم اللعن والرفث”
كانت تقول ذلك لأن بالها مشغول دائما فهي لذلك لاتفهم شيء مما يقال حولها كأنها تعيش وحيدة حتى بين الجموع……………

“المشهد الثاني ”
بهية تدخل غرفتها وتجلس على سريرها وتطفئ المصباح وتغلق الباب فتدخل عليها نورة ابنة أخيها وتبدوا أنها لاحظت على عمتها الحزن الشديد فتضيء المصباح وتقول لها
“مالي أراك ياعمتي حزينة
حملتي الهم فوق الهم ومالكي من حيلة”
فأرادت أن تداعبها فقالت
“فأنتي نور عمتي بهية
أليس البهاء والزهو من اسمكِ ندية”
فابتسمت بهية من كلام نورة وقالت
“أضحكتيني يا نورة ومالي في الضحك رغبة
ذكر تيني بأيام الشباب الزهية
كلامك لي بلسم على الصدر ندي
ذكرتني بوفاء ابنتي الصبية”
فسرحت بهية قليلا وفكرت في ابنتها وفاء وتمنت لو أن المياه تعود إلى مجاريها لترى ابنتها وتضمها ضمة وتقبلها كثيرا وفجأة دق جرس الباب لتسرع نورة وتفتح الباب فإذا بوفاء ابنة عمتها ومعها امرأة جارة بهية فأخبرت نورة عمتها بمجيئهما فخرجت بهية من غرفتها سريعاً وضمت ابنتها ضمة شديدة كادت أن تكسر أضلاعها ولقيتها تبكي بحرقة فسألتها لماذا تبكي يا قرة عيني ونبض فؤادي فقالت وهي تبكي بكاء شديدا
“أماه أرجوكي أحدثك حديث أبي لا تغضبي
أراد العفو من الله والتوبة والإنابة
أماه لم يهنأ بعدك طعاما ولا شرابا
فقد رأيت حاله بين الموت يعيش والحياة
أماه منعني أن آتيك ليس والله لكي تراني
ولكنه خشي أن أقول لك ما وصل إليه حاله
فرأيت أبتاه والموت دنا من كيانه
فهربت منه لأخبرك كيف سيكون مآله
لعلكي تأتيه تهونين عليه غربته
فإنه في فراشه ما به قوة ولا حيلة
منتظر سكرات الموت تأتيه ”
فما إن سمعت بهية كلام ابنتها وفاء حتى حنت إلى الماضي ونسيت عذابها وجراحها ونسيت الجرح القديم الذي مازال ينزف ونسيت أيام وحدتها وتذكرت شيئا واحدا تذكرت أن زوجها وحبيب عمرها يحتاج إليها في هذه اللحظة خاصة بعد أن أصابه المرض وأهلكه الفقر

“المشهد الثالث”
تذهب بهية إلى بيت زوجها سريعا وتدخل عليه فإذا بزوجها ملقى على السرير كأنه جثة هامدة فسمعها وهي تدخل فانقلب على شقه الآخر لينظر من الذي أتى فإذا بها زوجته تدخل عليه وعيناها تذرفان بالدموع فبادرها وقال لها بصوت النادم المتحسر
“سامحيني بما أخطأت في حقك سامحيني
فالله أخذ حقك مني دون حيلة
نسيت أن الله يمهل ولا يهمل
ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حائل
قضيت حياتي بصحة وفيرة
والآن جاء المرض وجاء معه العيلة
ولم أدرك أن كل إله ما خلا الله باطل
وكل نعيم لا محالة زائل”
فوضعت يدها على فمه تستوقفه وتقول له
“كفاك ياجميل قول من القلب تقول
فحديثك في قلبي ما زال يهيم
فكفاك عذاب روحي ووجداني
لقد عشت ليالي وأيامي أنوم
ضل ليلي من نهاري بفقدك
فقد غصت في أعماقي وأحشائي تعوم
وأقسي قلبي لشوقك لكي ينسى جميل
فمالي للقلب حيلة بنسيان الغرام”
فتجلس الزوجة بجانب زوجها وفي وسطهما ابنتهما وفاء وهي تنشد وتكرروتقول
“أمي بهية وأبي جميل لقد رجعا فيا للهناء
حياتنا سعيدة فيا للسعادة تدخل بيتنا بعد الشقاء”.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى