ط
مسابقة القصة

ملخص رواية ( القملة كيتى) مسابقة الرواية بقلم / زينب نبيل عاشور .العراق

ملخص رواية (القملة كيتي)

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

طالما معظم الآراء إن لم نقلْ جميعها تتفق على أنَّ الاختراع والنضريات والعجائب تبدأ بخيال وحلم ثم فكرة ونرى بريق نجمها في سماءِ التألّق ولكلِّ ضرب من الخيال خصيصة وملاذ على أرضِ الواقع تتمحور أحداث الرواية بطرح أفكار وقصص ومواقع خيالية وصدف لن تحدث مطلقًا إلَّا في أفلام ديزني أو لربَّما هوليوود…

حيث تحثنا على التمسّك بالقيم والخُلق ومحاربة الكذب والسرقة وتنمّي الأخلاق الحميدة والتقاليد والبحث عن العلمِ والسفر وللحب النصيب الأكبر في الرواية المكلَّل بالوفاءِ تطرح الرواية حكمة الخالق في أهمية التوازن الكوني وخلق كلّ شيء بحكمةٍ وسبب فمهما كان المخلوق وضيع وحقير في نظرك فإنَّ وجودهُ يشكِّل فائدة قد تكون مخفية ولا تكاد تذكر …..

تضرب لنا بطلة الرواية (كيتي ) المثال الحي لوضيع يقتدي بالخُلقِ الرفيع وهذا تعبير مجازي على سذاجةِ الناس فكم منا لم يعير المقابل أيُّ اهتمام بسبب عوزه أو مستواه الثقافي والاجتماعي وغير ذلك…لكن هذا الوضيع بعيننا عظيم عند الخالق العظيم .

فلا توحي الرواية تمامًا إنّ الحيوانات أو الحشرات أرفع شأنًا من الإنسان لكنّها كما ذكرنا ضرب من الخيال يجسِّد أجمل المعالم وأجمل معلَم كان النقطة الأساسية والانطلاقة الحقيقية لدرب سير أحداث الرواية فكان ردّ الجميل وسداد الدين من وصايا الجدَّة ماري.

تبدأ كيتي مشوار حياتها كأنثى في ريعانِ شبابها وتُعرف أثر بعض الاصطدامات بين

بنو البشر الإنسانة الرائعة حواء وبين ديانا التي تبثّ الرعونة

وأثناء تلك الاصدامات المتمثّلة بالتقبيل والترحيب تتعرّف كيتي على حبّ حياتها كيان

في صدفةٍ ممتلئة بالوجع.

كان كيان مُصاب بخدوش ورضوض وقليل من النزف أثناء جولة في هامة ديانا وعندما تشبّث بأرجله بإحدى خصلات شعر حواء

هوى بين تموجات ظفائر الجدَّة نحاسية اللون المصبوغة بالحنّاء.

*الحنّاء نبتة عشبية تُجفَّف وتطحن لتستخدم كعلاج أو طب العرب قديمًا وكذلك هي ذات رائحة نفاثة ويصبغ بها الشعر وخصوصًا الشيب باللون الأحمر الكستنائي.

وتطور علاقة الحب بينهم والحنان والتضحيات والصدق ليجسِّدوا لنا معنى العشق السامي ،

هناك صندوق أثري ترك في عقلِ والدتها التي تسكن رأس أحدٍ ما …..

وحاولت التنقّل مرارًا وتكرارًا إلى أن وصلت لخصلات ديانا وتزحلقت من خلالها إلى وسادة حواءلتلتقي بإبنتها كيتي لكي توصل لها الرسالة وتفتح الصندوق الأثري تخبرها عن المشاق التي تعرَّضت لها في البحثِ عنها والكذب والدسائس التي كانوا يحيكونها لها

لكنَّ الرسالة بما تحمله من الوفاء حتمت عليها إيصال الأمانة إلى أصحابها

تعرّفت الأم بكيان وسرَّت بوجوده وأوصته على كيتي وقالت له :ما أسرع موت بني البشر

يبكون سنين

ويفرحون بضجر

ونسو أهم شيء من الذكر

أنّ البقاء لله وحده وله وحده الأمر

والأسرع من هذا يا بُني

حتمية موتنا بالدماء والحقن والغسل

والمبيدات

لم نمتص دمائهم بطرا

إنها مشيئة الله

لكن ما بهم هم يسفكون دماء بعضهم بعضًا بما لم ينزل به الله من سلطان

وتعود لتحتضن كيتي وتأخذها لخصلة نحاسية أخرى

بعيدة عن الفارس الوسيم

لتخبرها بالأمانة

وهنا الصاعقة

كيتي !!

أمي أنا قررت التزاوج ب كيان

ولا أستطيع الآن بعد تكليفي بهذا الحمل الثقيل.

رحم الله جدتي ماري.

‏ أراني كبرتُ عن التأرجح بين خصلة وأُخرى وبين مصَّة دم وتدحرج خلف الظفائر

عليَّ التنقّل من رأس لآخر وعليَّ تقبّل العيش في جميع البيئات الزيتية والجافّة والحارة والباردة والشعر القصير أو الطويل وعليَّ المحافظة على نفسي …..

)) هذا الأمر وحده يعطينا درسًا في الثبات وتحمُّل المشاق من أجل إداء الرسالة التي كُلفنا بها))

تعود لأدراجها وتخبر كيان بوصية الجدَّة ماري وسبب اختيارها لكيتي لأنّ عند فقس بيضتها انبثق نور من القشور وبدت أكثر لمعانًا كأنّها لؤلؤةً لكنّها لم تبدأ المشوار في الدرب إلّا بعد أن يتعافى كيان تمامًا من جروحه والإصابات التي تعرَّض لها كانت تذهب تمتص له الدم من مكانات فيها تغذية له وتذهب تحقنه بالدم الطازج وتعود لتلعق ما تبقّى من رذاذ الدم لتسد به رمقها .

جاءته على استحياء وأخبرته أنّه بصحة جيدة الآن وهي مطمئنة عليه والرسالة التي تحملها تحتِّم عليها المضي قدمًا في سبيل سداد الدين .

أخبرها كيان:

كيتي مابال جدَّتك هل جُنَّت أم خرفت قبل مماتها لكي تعطيك هكذا أمانة

هذه الرسالة مهمة لكن ليس من العدل أن تكلفك بها

هل توصيك بالدفاع عمن يقتلنا ويبيدنا بشتى الوسائل

أنى لك أن تنقذي مخلوق قوي متجبر وأنت الكائن الضعيف المستحقر

ارتسمت ابتسامة على شفاه كيتي تدل على قناعتها بتلك الوصية ثمّ قالت : عزيزي كيان ماري جدَّةٌ حكيمة فلولا أجداد سلالة جوانا لما الآن نحن على قيد الحياة …… لانتهى وجودنا على سطوح الرؤوس في هذا الكون العجيب

وأنا أرى أنّ القوي هو الذي يتمسّك بمبادئه السامية وينتصر من أجل الوفاء وسداد الدين

أما الضعيف فعلى العكس تمامًا يتحايل من أجل نفسه ولو على حساب الآخرين.

بدا كيان كأنه مقتنع بما قالته وسألها أن تقرأ نص الرسالة كما كتبتها الجدّة ماري

كانت الرسالة مخبأة بعناية فتحت كيتي صندوقها الصغير الأحمر كان هدية من أمها حيث تضع فيه كل ماهو مهم بالنسبة لها وأخذت وبدأت تقرأها لكيان .

عزيزتي كيتي أعلم أنّ الحمل ثقيل على كاهلك لكن نور عقلك ورجاحة فكرك وسمو روحك حتمًا سوف يسعفوكِ في مسيرتكِ الشاقّة ….. دربك مليء بالمغامرات لكنّك أهل لها .. حلوتي..

إن في زماننا البعيد حيث الحياة البسيطة والروح السامية والتماسك الأسري كنت أعيش في رأس حاكم بلاد اشتراني بثمنٍ باهض ولكن أُضطر للمغادرة البلاد بسبب الفيضانات فعاش في بلاد أُخرى يحكمها حاكم ما

بدأ حياته من جديد ً ومعه حاشية وعلماء وغيرهم …وفي يوم من الأيام انتشر وباء كبير بسببب تفاعلات كيميائية لأشهر علماء القصر ولكن بعضهم كان مصاب بفيروسات وقعت في الدوارق وكانت الظروف جميعها مهيأة لانتشار الفيروسات فترابطت الفيروسات مع بعضها وانتشرت في الهواء بسبب التفاعلات وسقط الناس مرضى وقلَّ الإنتاج وأوشكت البلاد على الانهيار فقام الكيميائيون باختراع مصل من أعشاب ومواد كيميائية أرادوا بها تنقية الجو لكن صار العكس أصبح الجو ممرض والحيوانات تأثَّرت منه وخصوصًا الحشرات والنمل والفراشات والقمل أيضًا فقد صار يتيبس ويسقط أرضًا ميتًا

فحاول الحاكم السابق الحفاظ على قملته لأنّه اشتراها على اعتقاده بأنَّ القمل يتغذّى على الدمِ الفاسد في الرأس ودومًا يردّد عبارته الشهيرة (( لا يوجد شيء وضيع وطفيلي أكثر من الإنسان على الإنسان فكلّ الكائنات تعيش على مبدأ تبادل المنفعة والتعايش السلمي عدا الإنسان إنّه كائن مليء بلأنانية يحب العيش على مبدأ الأخذ فقط ))

تكلّم الحاكم السابق مع حاكم البلاد التي يقطن بها

قال له: كلانا يعرف حجم الوباء وخطورته وإن لم نجد الحل الأنسب ستعمّ الكارثة حيث سيكون هناك عدم توازن بين الكائنات الحية تكثر كائنات وتنقرض أخرى مما يجعلنا بكارثة بيئية تكاد تفنينا قبل أن نفنيها امتعض الحاكم الحالي من الكلام الموجّه له وشعر بلإهانة وأعلن احتجاجه على كلام الحاكم المغلوب على أمره ……

وقام بطرد الحاكم وحاشيته من بلاده وقبل أن يرجع سألوه بعض الناس عن سبب ذهابه فأخبرهم بما حدث وعندما علموا نهجه وأعجبوا بفكره ورجاحة عقله اتبعوه

رجع الحاكم لدياره التي تعجُّ بالخراب وما أن وصل حتى قام بنهضة البلاد مع من اتبعه وحاشيته وجاء وفود له من ديار مجاورة هاربين من سموم الجو جراء التفاعلات والفيروسات وقام بتقسيم المهام وعاد بنهضة البلاد وقام باختراع العديد من الأمور التي انتهت بنزول ماء ثجّاجا أغاث الناس والبلد وأعاد التوازن البيئي لجميع الكائنات وعاش الجميع قريرين العين .وفي كلِّ هذه الحكاية كانت الجدَّة العظمى لسلالة جوانا التي تقطن شعر هذا الحاكم برضاه تشعر بالدين نحوه لما قام به من إنقاذ لسلالتهم من الهلاك والانقراض وكذلك وجودها في داخله برضا جعلها تريد أن تقدّم ما بوسعها لردِّ الجميل لو سمح لها الوقت.

وفي يوم من الأيام جاء كاهن وليتكهّن مستقبل الحاكم قال له :سوف تكون له حفيدة من سلالته

لكنها تموت قبل أن تؤدي رسالتها في الحياة أثر بعض السموم التي تصعد مع الدم الفاسد للرأس لإسقاطها أرضًا

الحاكم لم يكترث لكن القملة الجدَّة العظيمة الحكيمة أخبرت والدة كيتي بهذه الرسالة لتكن كيتي هي المنقذ لسلالة الحاكم والبحث عنها.

جوانا هي المثال الحي للمرأة العربية حيث إنها حصان شرف لمن يتزوجها جميلة الوصف طفلة فرعاء دخيمة عروب براقة حيث هي الباهرة بكلِّ الصفات ولأنها غيلم وشموس

فقد نالت شرف الزواج من رجل ذي خُلقٍ رفيع حيث كان فارسًا آسر أبيُّ شهم كامل بكافة الوجوه والكمال للخالق وحده … منذ أن تزوّجت جوانا به عانت الكثير من المواجهات والصعاب بسبب حقد وغيرة بني آدم لم تكن تشعر بإنصاف في كلِّ شيء تقريبًا كان عشقها وزواجها بمثابة ابتلاء عليها …..ومن هنا تبدأ مسيرة القملة كيتي للبحث عن جوان وإنقاذها في اللحظة الحاسمة

وتكن هنا لنا وقفة عن دعم ورفد الذكور للإناث المبنية على حب صافي لا غريزي حب يسمو بروح دافعية نحو الخير روح تدعم وتآزر حبيبها في الأمر العصيب قرر كيان أن يذهب معها في الرحلة ويبحثان سويًا عن جوان وقطع لها وعد بأنّه لا يريد التزاوج ولا حتى اللعب والمداعبة خلف الخصلات بين طيات الشعر ولا يطمع بوفرة فروة رأس أحدهم

هو قرر هذا لأنّ حبه يحتم عليه رفدها بالقوة والسند لكي تشعر بالثبات وتكمل مسيرتها هنا يكمن الصدق والوفاء والحب العفيف

وذهبا سويًّا في رحلةِ البحث وصادفهما ما صادفهما وقد افترقا قسرًا لأسباب وحوادث حصلت لهم كلّ نقلة من مكان لآخر هو درس بحدّ ذاته وقضية مجتمعية تسلّط الرواية الضوء وتركّز على أهمية وعي المرأة وثباتها وكيف تحمي نفسها وكيف تعطي كلّ شيء حقه

وكذلك تبيّن لنا آثار وسلبيات التكنولوجيا التي تجعل حتى المخلوقات الأخرى تتعجّب كيف للإنسان عقل ولا يستخدمه دومًا بطرق ابداعية وصائبة

وأيضا تعالج الرواية مبدأ الحياة التكاملية والتكاتف من خلال سير أحداثها فباب قصر الملوك يحتاج الحدّاد والحدّاد يحتاج السمكة التي في شباك الصياد وهكذا الحياة سلسة دائرية يجب أن لا تنقطع أحد أطرافها لكي تستمر على النحو الصحيح وبعد ضرب المثل الأعلى في الوفاء وتطبيق الوصية حيث إنّ للوصية أبعاد كثيرة في المجتمعات ولاسيما المجتمع العربي

حيث بذلت كيتي القملة العجيبة قصار جهدها وفي الآخير تجد جوان وترى كيف أنّ جوان أنثى في غاية الجمال لكنّ جمالها كان مثل لعنة تدمّرت نفسيًا بسبب جمال روحها قبل شكلها ويبين لنا هنا أيضًا أنّ الجمال أو المال أو البنون رغم أنهم رزق وزينة الحياة إلّا أنهم أحيانًا يشكّلون ابتلاء بسبب حقد وغل بنو البشر وتنتهي الرواية بإنقاذ كيتي لجوانا.

وتلتقي كيتي بعد عناء بحبيبها مرةً أخرى ويتم التزاوج لكن يبقى السؤال …..

هل سيستمر القمل بالتكاثر وهل هنالك إعجاز علمي يثبت حقائق مؤكدة عن تقارير الفائدة أو التطفل لأيّ كائن يظن أنه متطفل ووجوده لا يشكّل أهمية في دورة حياة الكون.

فالصراع بين الخير والشر و الغنى والفقر أقل بئسًا من صراع القوي على الضعيف

لأن التجبّر والتعالي آفة تفتك بالضعيف تمحي وتبيد وجوديته

إلّا أنّ التمسّك واليقين بمشيئة الخالق العظيم

دومًا يحول دون الوقوع بالكوارث والعواقب المحتومة

فينقلب السحر على الساحر

ويفوز الأمر الإلهي في النهاية ويسود السّلام والتوازن البيئي والبشري والاحيائي

حيث كانت الرواية تستند على العنصر النسوي بمجريات الاحداث

إيمانًا بمبدأ قضية المناصرة لحقوق المرأة لكونها هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع ويجب تسليط الضوء على كافة القضايا

وكيتي هي مثال حي لتحمّل الإناث لرسائل الصراع من أجل إعلان الحق

كما تفعل النساء الثوريات في جميع ميادين الحياة حتى في مجال الجمال ومستحضرات التجميل يبتكرنّ أحدث الطرق وأفضلها من حيث الجودة وغيرها..

بقلم الكاتبة: زينب البصري
 
 
 
الاسم / زينب نبيل عاشور
البلد/ العراق – البصرة
رقم الهاتف
9647810566054+

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى