ط
مسابقة القصة القصيرة

نظرات بريئة .مسابقة القصة القصيرة بقلم / مرفت شوقى محمد من مصر

خاص بالمسابقة (نظرات بريئة)
تنفست الصعداء حينما صعدت سلم المترو متوجهة إلى المنزل ، بعد الانسلاخ من يومٍ شاقٍ طويل , وكالعادة فى وقت الذروة ، تتكدس الأنفاس وينبعث الصهد من الأجسام والعطور المختلفة ، التى تكون خليطًا من عطور خاصة نفاذة ، لا يقوى البعض على احتمال رائحتها ، فيصاب البعض بالاختناق أو الإغماء , ولكى أنجومن الجو الملبد بغيوم الاحتضار, اخرجت من حقيبتى الهاتف المحمول اتفحصه لمعرفة من قام بمهاتفتى أثناء العمل , وبينما أنا مشغولة فى فحص الهاتف استوقفني إحساسٌ بأن هناك من يراقبنى ، فاستدرت بوجهى لأجده يبعث إليّْ بنظراته , فى البداية لم تثر نظراته اهتمامى , وبدون قصد تلاقت النظرات مرة أخرى ، ولكن بباقة من البسمات المضيئة , وحينما يحول نظره لسبب ما سرعان ما يواصل نظراته مرة أخرى دون أن يعير الآخرين أى اهتمام .
و عندما وجدت أخيرًا مكانًا للجلوس ، توجه معى بنظراته , وجلست وانشغلت بالبحث داخل حقيبتى عن ورقة خاصة بفاتورة المياه خشية أن أكون قد نسيتها فى العمل , واذا بيده تلامس يدى وكأنه يحاول مساعدتى فى البحث عن ضالتى ، نظرت إليه مبتسمةً لموقفه هذا ،فرحةً بجلوسي بجواره ، وجدتها فرصة للتحاور معه ، لكن صعود سيدة عجوز حال دون ذلك ، فقد هممت بالوقوف لأجلس هذه السيدة ، وإذا به يشد حقيبتى إليه اعتراضًا على تصرفي الذى سيبعدنى عنه ، ونظرة عتاب تكسو وجهه ، فلم أستطع الابتعاد عنه ، وقفت بجانب باب العربة فى مواجهته حتى لا نقطع تبادل النظرات والبسمات , وحينما أدركت أنها المحطة الأخيرة أردت أن يكون بيننا وداعٌ يتذكره يومًا ما , فاقتربت منه و كلي فرحٌ بابتسمته الملائكية ، ثم أخرجت من حقيبتى قطعة من الشكولاته فالتقطها دون تردد ، ووضعها فى فمه بورق تغليفها ، ضحكت من تصرفه التلقائي فقامت أمه باخذها منه وأخرجتها من الغلاف المحيط بها و أعطته إياها ، وأعطيته أنا قبلة .
بقلم / مرفت شوقى محمد
القاهرة
المشاركة / قصة قصيرة

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى