أحزان وطن
اعتياد
نظر إلى السماء فوجد طيورا خضر ..تحملن قناديل من ذهب ..وتلبسن تيجانا من ألماس ..يرى ابتسامتهن ..يسمع ألحان أنشودتهن العذبة ويستنشق هواءهن ينظر إلى الأرض فيجد أناسا عراة .. مقيدون بسلاسل من حديد.. مربوطون بحبل واحد ..يجرهم حمار أعمى ..من خلفهم أسود جائعة تفترس من يفك القيد..بجانبهم رجل يمتطى حصانا بعين واحدة.. يمسك بيده سوطا ..يجلد كل من ينظر إلى السماء..السوط يحفر على أجسادهم تواريخ الذل والحرمان..دموعهم ودماءهم تنبت حنظلا..نزل إليهم حارب الفارس وجندله ..فك قيودهم صرخ فيهم..
-تحركوا وانطلقوا ..جاءتكم الحرية
أعطوه الحبل حتى يجرهم , رفض ..يئس منهم وصعد الجبل . نظر إلى السماء من جديد ..فإذا بهم عادوا مقيدين بالسلاسل ..بلا أسود خلفهم ..ولا فارس بجوارهم ..ولا حمار يقودهم. .
*****************
طعم الحرية
رفع النور خيمته من فوق حياته، رسم الظلام مساره بفرشاة كسلي، يذوب كشمعة محترقة بين أضلاع الكهف، يذبل كزهرة بيضاء يأكلها دود مجهول، يروي عرقه ظمأ الصبار… تتلاحم دموعه ودمه مع الاسمنت والأحجار.. تشيد قصورا للأغنياء.. طعامه من خبز الغربة .ثيابه قاتمة الألوان .. يغدو كغزال هارب .. مشتاق إلى ربيع الحرية والأحلام .. ينقذه فأر من بين القضبان.. يجد قط يحاول الصعود بمخالب من نحاس ليصل إلى قصر الحاكم ليخبره بما فعله الكلاب ..ليجده نائما نومة سليمان و حوله يدور الجان ..ولا يعرف أن الحاكم قد مات.. والكلاب تحكم المدنية الفاضلة المرسومة في الأحلام ..يخلع ملابس الذل والحرمان ..يستحم في نهر الدموع ..يحرق جسد الخوف ..ينير أعلام الحرية .. فيصبح كومة تراب..يصحو الحاكم من غفلته ..فيجد مدينته بلا سكان..ضحكوا من وراء القضبان ..لسماع القاضي يحكم بالإعدام وأنهم يعرفون حكمه مسبقا ..كيف يموت طالب الحرية مرتين ؟؟؟
***************************************
طلاسم حكاية وطن
سيارة مسرعة لا تحمل أرقاما ,تصطدم بطفل صغير..فيلفظ أنفاسه الأخيرة على الرصيف..تأثر بالحدث ..راح يكتب عن المشهد المرعب .. أشعل سجائرها واحتسى شايا .أحضر القلم والأوراق..وأطلق لقلمه العنان..لم يشعر بانقطاع تيار الكهرباء ..صور القلم الطفل بالوطن الصغير الذي يخطط مستقبله بنفسه , يحلم فيحقق المستحيل ..والسيارة المسرعة التي لا تحمل أرقاما. بالعدو الذي يحاول أن يغتال أحلام الوطن وشبابه ..أنهى الكتابة ..عاد النور يعمى الأبصار ..نظر إلى الورقة ..وجد عليها رموزا وطلاسم ..احتفظ بها إلى حين يأتي حفيده ..فيفك الطلاسم والرموز