ولاد الشوارع
—————
كان يعدى الليل طويل
وكل ما صحى
أسمع امى وهيه بتبكى
وقبل ما يصحوا الجيران
تاخدنى أمى
من أوضتنا على السطوح
على تحت نجرى
نلحق صناديق الزباله
نلمح اللقمه نجيبها
واملا حجرى
واما كنا نيجى ناكل
أمى كات تقعد قبالى
تدور عاللقمه النضيفه
وتمسحها وتديهالى
مد إيدك يا حبيبى
إشبع يا ضنا ياغالى
بكره نطلع عالزمالك
داأكل ناسهافى العلالى
مش عايزه ابوك فى نومته يزعل
ويقول جوعتك لما مات
بكره تفرج
هانزل الكانتو واجيب حبة حاجات
داحتى صاحب الآوضه راخر
ماخدش ايجارها م الشهر اللى فات
وكنت راضى باللقمه اللى كانت
من غير غموس
واجيب منين وعمر ما إيدى
مسكت فلوس
وفيوم صحيت مفزوع
وكأنى فكابوس
وأمى بتنازع وبتحشرج
وروحها منها بتخرج
وعنيها بتبصلى
كبدى يانور عينى
واديها متعلقه
وتمسح على جبينى
عينى يا ضنايا
ياكبدى يا مسكين
ياللى مالكشى معين
هيه كده قسمتك
ان انت تبقى يتيم
وانا على صدرها
لايامه ماتسيبينيش
وازاى انا بعدها
فى الدنيا وحدى أعيش
ردى ياحضن الدفا
ليه ياما مابترديش
بصيت على وشها
وعنيها مفتوحه
لكن مابتشوفنيش
وطردنى صاحب البيت
ولقيتنى وحدى غريق
واما قرصنى الجوع
جريت على الصناديق
كات وحدها الصناديق
مااعرفشى شىء غيرها
والدنيا لما تضيق
اتعشى من خيرها
كان أكلى م الصناديق
والنومه فى الخرابات
ولا مره شاب جىء
قدامها بالليل فات
وانا جوه فيها بنام
وفرانها والحشرات
صبحوا خلاص أهلى
ماهو مجتمعنا مات
وكتير على دا الحال
ورجلى شالتنى
واتغيرت لاحوال
والطيبه فارقنى
ولا عودت فاكرها
وهيه نسيتنى
وزرعت قلبى الحجر
اللى مايعرف خوف
ولاعمره يرحم بشر
من تحت اى ظروف
لو حد يوم بصلى
أحرم عليه الشوف
وقت الحساب قرب
ولا عادش حال بيدوم
ونفسى بقى تجرب
عيشة المحروم
كنت بتنام فى الدفا
وانا بترعش فى الطل
وبتلبس الهدمه النضيفه
وانا فى المرار بتذل
فرحان بعيشتك الناعمه
وانا عيشتى بطعم الخل
أن الآوان تدفع تمن
يا مجتمع أوباش
بتدعى حقوق الانسان
وانت البعيد غشاش
وتشوفنى وتمصمص شفايفك
وانت بسبع توشاش
ابن الشوارع كبر
ولا عادش فارقه معاه
المجتمع يعتذر
أو حتى يترجاه
شال السلاح فاديه
والعقل منه تاه
الكل عنده ظلم
ولابد يلقى جزاه
مستنى ايه منه
غير إنه يتغابى
ماهوه طول سنه
عايشها فى الغابه
يعنى ماتفرقشى
إنه يشبح مين
ماهوه زمان اتشبح
واهى دنيا قلابه
وقبل الآوان مايفوت
ياوطنى خد بالك
نصيحه منى أنا
مانا خايف على حالك
دول برضه ولادك ياوطن
من فعل أوحالك
وبدال ما يصبحوا خطر
خليها راس مال
دى كل بلاد العدا
فى الخطه رسمالك
تبقى ولاد الشوارع
فى الشر قاعدالك
تشوف على اديها العبر
وتغوص فى أوحالك
—————————
