ط
السيناريو والحوار

آخر شياكة ..مسابقة السيناريو والحوار بقلم / إلهام حسنى شرف كوهية من مصر

الهام حسني شرف كوهية
جمهورية مصر العربية
01028873932
سيناريو لفيلم قصير بعنوان(آخر شياكة)
المشهد الأول
مشهد داخلي..مساء…في حجرة نومه المتواضعه (سمير)..تمتاز بالضيق وتظهر جدرانها بالية تضيق بالسرير الذي ينام عليه دون ملاءة بل يكتفي بالمرتبة ومخدة أكل الزمن من لون بطانتها الأبيض ليحولها الي اللون الرمادى حيث موضع رأسه الأكثر ظهورا.
بنت في السابعة عشر من عمرها تقريبا تحاول ترتيب ملابسه بداخل الشوفنيرة القديمة التى توضع بزاوية بين الحائطين.
ينظر إليها بعينية من قدميها لرأسها ويقترب منها رويدا لتبتعد عنه بحجة ترتيب الملابس دون أن تجرحه.
شادية..عاوزين نخرج من العيشة دي بأي طريقة.
مجدى ..إنت شكلك ناوي على حاجة وحسه بكده من زمان وبقالك كم مرة بتلمحلي.
شادية.. بحبك لما تفهميني.
ممكن تروحي حالا لأنك اتأخرتي ما تنسيش إن رمضان بكرة ولازم تنوي الصيام.
هي ..ماشي لقيتلك حجة ..عموما كل سنة وانت طيب.
هو وانت طيبة.
…………………………………………………………………………………………………..
المشهد الثاني
مشهد داخلي ..صباحا…مازال بالحجرة يجلس على سريره وينظر وهو في قمة سرحانه لشنطة دبلوماسية جديدة
يتحرك من على سريره.يطفىء سيجارته ليرميها بالأرض وينفث كما لو كان متضايقا ثم يتجه ناحية الشوفنيرة ليفتح الدرج
لنرى في يده مجموعة من الكتب الذي يقلب فيها وهو يبتسم ثم يضعها بحقيبته الدبلوماسية مع بعض الأوراق التي يبدو أنها مذكرات مصورة.
هو..توكلت عليك يارب
خد بإيدي ..هي مرة في مرة تضرب معايا عشان اتجوز البنت الغلبانة دي.
بقالي سبع سنين بحبها وقربت تخلص مدرسة وابن اللذين حاطط عينه عليها ومقتدر وخايف تفلت مني.
………………………………………………………………………………………………….المشهد الثالث.
مشهد خارجي..قبل الغروب بساعة.
يركب الميكروباص في الكرسي الأمامي بجوار السائق ليشير بيده أن لا يركب معه أحد فسيتحمل الأجرة تعويضا عنه.
يركز على الحقيبة الدبلوماسية ليضعها على الكرسي الخالي وينظر إليها خلسة ثم يبدو وكأنه قلق من كثرة التفكير في أمر ما.
يطلب من السائق أن يتوقف به عند أقرب مطعم وحبذا لو بجانب مسجد حيث اقترب الأذان فيتناول فطوره ولا تفوته الصلاة.
مجدى…ممكن بعد إذك تنزلنى المحطة الجاية لأني شكلى اتأخرت .
السائق..شكلك مش من هنا
هو …من سوهاج وكنت في مشوار هنا بالمنصورة ويادوب افطر واصلى واركب القطر من أقرب محطة هنا.
السائق …ما تيجي تفطر معانا
…………..
مجدى.. …شكرا…كل سنة وانت طيب.
السائق..وانت طيب
يفتح باب السيارة ثم ينزل ليعلو صوت السائق وهو ينظر له وللحقيبة بيده
في رعاية اله يا بشمهندس ثم يهز رأسه وينطلق بسيارته للامام.
…………………………………………………………………………
المشهد الرابع..مشهد خارجي…على باب المسجد…بعد اقامة صلاة العشاء.
يقف على باب المسجد حاملا حقيبته الدبلوماسية بيده ويخلع حذاءه ليضع الحقيبة على عتبة الباب الداخلية .
ينظر إلى المصلين لينتبه لتكدس عددهم فتظهر البهجة على وجهه ..يبدو أنه يحصر عددهم في سره.
يعود للوراء في فكره لحظة واحدة ليتذكر حبيبته وهي تمشى في الشارع وقت انصرافها من عنده وينظر اليها من الشباك وهي تشير بيدها مبتسمة.ثم يتذكر ان كان الدخول بقدمه اليمنى ام اليسرى فلا يعرف ليستأنف الدخول على أية حال.
…………
المشهد الخامس …داخل المسجد والامام يقرأ فاتحة الركعة الثانية وقد توضأ وأعاد النظر لحقيبته التى وضعها خلف المصلين بجانب الحائط في الزاوية.
ذهب الى آخر الصف ليقف بين المصلين ويتابع الأمام في الصلاة لتزوغ عينيه بدون تركيز هنا وهناك كأنما يستعد لشىء يفعله.
………..
المشهد السادس…داخل المسجد…التشهد الأخير ويسلم المصلون ليقوم بعضهم ويشرع في الخروج وبعضا آخر يصلي السنة لينادي الإمام المصلين لإقامة التراويح .
يبدو وكأن يتجه ناحية الحقيبة …يظر إليها متعجبا …فجأة يصرخ صرخة انتبه لها الجميع…وقع مغشيا عليه ليترك الجمع الصلاة ذاهبين إليه.
أحد المصلين..لا حول ولا قوة إلا بالله…كان هيروح في شربة مياه.
مصل آخر…انتظروا لما يفوق نسأله عن حكايته.
كل ذلك وهو نائم ويحاول فتح عينيه بصعوبه بل يحاول بلع ريقه ليتعد للكلام.
……………………………………………………………………..
المشهد السابع…يفتح عينيه ليناوله أحدهم كوب ماء بينما شرع الآخرون في الصلاة ومع صوت الإمام يظهر صوته خافتا حفاظا على من يقيم الصلاة…صوته يقترب للبكاء…
هو …أنا من سوهاج وجيت هنا في المنصورة لمصلحة كنت بقضيها ويا ريتني ما جيت.
عليه العوض ومنه العوض.ينظر للحقيبة المفتوحة قائلا كأنما هو في حالة ذهول لا يدرك ما يقول.
هو …أنا تركت الشنطة وصليت وقلت دا بيت ربنا يا دوب ركعتين واتفاجئت بيها مفتوحة كده وكل اللي فيها راح..لا لا دي أصلا مش شنطتى …أنا شكيت فيه بس جه عليه سهو.
الناس ..هو مين؟
فعلا يا جماعة دي مش شنطتى يا ريت تلحقوه أنا عارف شكله.
الناس ..هو مين وإيه حكايتك؟
………………………………………………………………..
المشهد الثامن…داخل المسجد…وقد انتهى المصلون من صلاة التروايح نهائيا ليسمعوا بكاءه وصرخه كأنما هو بحالة هستيرية.
أعمل إيه…والدي قاللي ما تروحش لوحدك وكانت دي النتيجة ..اتسرقت شنطتى واتسرق الدهب والكتب اللي فيها..
مش مهم الدهب عاوز كتبي..مستقبلي ضاع كده ..قربت عالامتحان.
المشهد التاسع..داخل المسجد…المشهد التاسع…داخل المسجد.
أحد الشباب يتقدم ليربت على كتفه ويجلس بجانبه ليهدىء من روعه فينظر إليه ثم يضع عينيه بالأرض قائلا….أنا في تاني جامعة كلية الطب…زميلتي لكن في كلية تانية اتعرفت عليها طلبت منى أتقدم لها وبعد ما اتقدمت وخطبتها اكتشفت انها على علاقة بواحد تاني ووخداني سكة.
الناس تستمع إليه ويبدو عليهم أنه صدقوه لينظر إليهم نظرة انتصار بل خبث ويكمل حديثه.
الهاتف يرن لخرجه من جيبه ويحاول أن يجعل الرنة صامته وهو يهز يده ويبدو عليه الضيق.
انتبه أحد الموجودين لتعابير وجهه وبخبث منه قائلا ..
أنت عاوز إيه واحنا نعملهولك..اللي نقدر عليه هنقدمه.
عاوز أروح بلدي وانا آسف إني عطلتكم عن الصلاة لكن ليه طلب بسيط.
أجرة المواصلات عشان أرجع بيتى و……..سكت ولم يتكلم لينظر أحد الموجودين للجميع قائلا..
يا جماعة اللي يقدر على حاجة منكم يدفعها شهر مفترجوكله لله.
……المشهد العاشر…داخل المسجد..
كل يخرج من جيبه ما استطاع لتبدو الفرحة على وجهه حيث رسم الخطة بحنكة ودقائق معدودة سيحصد نتجها.
يضع يده على جبينه كأنما أصيب بدوار كأنما لم يصدق نفسه حينما جاء أحد المصلين
مادا يده بالنقود ليمد يده ويأخذها فيخرج من بينه شابا لم ينطق بكلمة واحدة منذ البداية وإنما كان ينظر بعينيه ويفكر بعقله في حقيقة الأمر بل كان يتابعه عن بعد ليظهر في النهاية بسؤاله له.
إنت بتقول إنك في تانية جامعة
يبدو أنه تجهم حينما رآه بل ارتعشت يداه ليطرحها بجانبه فلا تمتد إلى النقود بل امتدت عينيه للرد على السؤال.
………………………….
المشهد الحادي عشر…داخل المسجد
ينتفض من مكانه ليضبط البدلة عليه ويحاول ضبط القميص ويمد يده على الحقيبة ليفتحها أملا في أن توضع النقود بها بيد من يحملها ليشير السائل الى حامل النقود بالانتظار قليلا.
ينظر بعينيه في ذعر لترتعش يداه.
السائل..أنا دكتور محمد واتشرفت بيك وعندي استعداد أقدم لك أي خدمة وكتبك ومذكراتك عليه ان شاء الله .
أنا معيد بكلية الطب لكن انت ممكن تقعد دقيقتين بس ومش هعطلك
ثم يبتسم ويقهقه لحظة.
اقعد انت خايف كده ليه كل حقك هيرجع لك.
جلس وهو ينظر اليه لينتظره يتكلم.
وجه اليه سؤالا يختص بالطب وأصر على أن يكون باللغة الانجليزية حتى لا يجد رد فعل من الحضور.
المشهد الثاني عشر.
سكت الجميع بل سكت مجدي ولم يستطع الرد على أبسط سؤال يتعرض له طالب الفرقة الأولى بالطب ليضحك الطبيب بهدوء.
إيه مش عارف تجاوب
ده سؤال سهل لو انا جاوبته هتستغرب ولا ……………يمكن من زعلك علي كان ….ويكمل وهو ينظر للحقيبة …قصدي الشنطة والكتب والدهب كمان.
مجدي…يرتبك لينتفض من مكانه قائلا..
بعد إذنك يا أستاذ سيبني أمشي.
دلت كلمته على الحقيقة.
الدكتورههه ..أستاذ.
يبدو أن لغته معه أظهرت حقيقته…
نظر الطبيب لجميع ليجد من يطأطىء منهم رأسه ومن يضرب كفا بكف ومن يقول لا حول ولا قوة إلا بالله ليعلو صوت أحدهم قائلا وهو يخرج من بينهم لمواجهته.
المشهد الثالث عشر
ممكن اطلب منك طلب قدام الناس دي كلها.
اقلع هدومك.
يتصبب عرق مجدى لتمتد يده على بدلته ويتحسسها بخوف.
بقولك اقلع.
اتجه الجميع اليه بنية خلعهم ملابسه ليشير لهم بالتوقف أن سيخلع هو ملابسه .
اقلع القميص .
لم يلبس فانله داخليه ليخلع قميصه فتظهر المفاجأة وبدلا من أن ينظروا اليه بدهشة نظروا لمن كان لديه الفكرة لينتظروا رد فعله.
إيه ده جسمك كله متعلم عليه يعني.
قالها وهو يلتف حول جسمه.
المشهد الرابع عشر…أحد الحاضرين يهدىء من روع الجميع.
احنا في بيت ربنا وربنا ينتقم منه فوت علينا الصلاة ممكن لأقرب جهة مرور ونسلمه ويتصرفوا معاه.
رد آخر …يل يا جماعة نصلي وانت يا ابني روح لحالك ربنا يهديك ويارب يكون ده درس تتعلم منه انت اترحمت النهارده مننا لكن ربنا مش هيرحمك.
المشهد الخامس عشر.
تصوير كامل للمسجد من السقف مع صوت من يقيم الصلاة .
مجدي ينصرف بخزى يحمل الحقيبة بيده ينتهي المشهد والامام ينطق الله أكبر.
البريد الالكتروني
[email protected]

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى