ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة .هلاوس مش كاتب . مسابقة القصة القصيرة بقلم / حسن أشرف . مصر

الاسم / حسن أشرف
اسم الشهرة / لا يوجد
الدولة / جمهورية مصر العربية
رقم الموبايل وواتساب / 00201159093000
الصفحة الشخصية/ Hassan Ashraf

مشاركة فى فئة القصة القصيرة..
عنوان:
هلاوس مِش كاتِب
*هل باستطاعتك خلق أملٍ للناس من عدم اليأس؟
*كَهْلٌ، كَهْلٌ جاوز سن الشباب أصيب بالشيخوخة، كَهْلٌ لا زال عقله شابًا، يغمره بحور مِن الأفكار، بحور مِن الأماني، كَهْلٌ يتجول في أرجاء المدينة، كَهْلٌ يرى الشباب يتَزَيَّنون، يرقصون، كنت مِثلهم، أتزين، أرقص، كنت أهتم بمظهري الخارجي، أيام شبابي أستمتِع بشراء قميصٍ جديدٍ، أصبحت لا أكترث بمظهري الخارجي وشراء قميص مِن القماش، القميص الحقيقي يكمن بين طَيّات الكتب، عُري الجسد ليس عارًا، بَل العُري الفكرِ أفضح كثيرًا.
*في إحدى الأيام، يتجول في أرجاء المدينة لمَح من بعيدٍ، عربة خشبية من طراز قديم بعض الشيء عليها المزيد مِن الكتب، المزيد مِن الأفكار التي مصيرها الأرصفة، لا أحد يعطيها اهتمامًا، تحلو ببعض مِن الامتِناع، تحلو ببعضٍ مِن الزهد بين طَيّات الكتب، ما أجملك يا صاحب سمو العربة المليئة الحاملةُ بالأفكار!! تبيع أوراقًا بأسعار قليلة الثمن ولا أحد يزهد بين طَيّاتِها، الكوكب الذي يَنبع حرية هو العقل، لا أدري إذا كان صاحب سمو العربة، هل يعلم ما بداخِل طَيّات الكتب؟ أم يبيعَها لِغَرض الحصول على المال؟ القوة الكامنة تكمن في العقل، كلما ازداد تطورًا بالعلم والمعرفة أصبح قائدًا، كلما شَك ازداد إدراكًا.

*لوحة فارغة تملك أعلى قيمة بنقائها، لوحة مليئة بالألوان الزاهية، تملك أقل قيمة بنفاقِها.
*بَيننا اختلافات، وجَبَ علينا احترامِها، لا تكونوا أشباه بَشر، بَل كونوا بَشرً.

*أتذَكر عندما كنت في المرحلة الابتدائية، كنت أكره امتحان اللغة العربية بسبب كِتابة موضوع التعبير، الآن علمت فائدتها.
*يَروق لي بأن أشبه نفسي بالكلب، الكلب الكائن الوحيد، الذي يُبادِل مشاعره مع الإنسان، مشاعره الخالية مِن الطمَع، الجشع، الكره، الحِقد، الكلب لا يعرف سوى الحب، الكائن الوحيد الذي يتَفوق على الإنسان في الحب، لا يعرف الخداع، الإنسان يعرف الخِداع.
*الحزن دليل على بهلاونيتك، هكذا يرون الحزين بهلاونًا.
*ما أجمل صَوت الرَعد وتصادُم المطر على أسقف المَنازِل! سكون الليل، سيمفونية نَسيم الهواء، كأنها لوحةٌ فارغة تحوي هدوء الشارع، لا بشر، لا شيء على الإطلاق سوى نفسٍ متمردة على الصَيف، نفس متمردة تستَلِذُ بقشعريرة جسدها عِندما يُلامِسها نَسيمُ الهواء مصاحبةُ الأمطار.
*لا أحب السلبية، أخشى أن أحب الشر وأستَلِذه.
*ربما بائعة الوَرد ستفرَح إن أهديتها وردة، ربما بائعةْ الهوى سيتجدد فيها الأمل إن ألنت وَجع قَلبها بكلام جَميل.
*أعلم أنَني كَهْلٌ جاوزت سِن الشباب، أعلم أيضًا إن ردَدت تِلكَ الجُمل التي أرَددها داخِل عقلي لَن تُفيدَ أحدًا، سوف ينعَتونَني بالمُختَل إذا لَم أكُن كذَلِك، كَوني كَهْلًا لِعدَم اهتمامي بملابسي.
-أهلًا وسهلًا يا صاحِب سِمو العربة الحاملةُ بالأفكار، ما اسمك؟
-أهلًا أيها الكَهْل، اسمي حامد، ما اسمك أنت؟
-اسمي لا يهم لَن يُفيدَك بشيء، أُحَبَّذ مُناداتي بالكَهْل.
-حسنًا أيُها الكَهْل، ماذا تُريد؟
-أريد كِتابًا يُسمَّى الخيميائي لكاتب يدعى باولو كويلو، هل أجد ما أبحث عنه؟
-لا أدري سوف أبحث عنه لَكَ، لكِن هيئتك لا تدل على إنكَ قارِئ، دَعَكَ مِن هَيئتي يا حامد، ما رأيك في باولو كويلو؟
-لا أعرفه أيُها الكَهْل، الآن لقد علمت أن الكتب أقل سِعرًا مِن الأشياء الأخرى، الثقافة مهدور حقِها مَصيرها الأرصفة، حسنًا يا حامد، سوف أقول لَكَ نبذَة عن الكاتِب باولو كويلو.
-حسنًا أيُها الكَهْل، أنا أصغي إليكَ، في ظِل بَحثي عن الخيميائي الذي تُريده.
-باولو كويلو روائي برازيلي، ولِد ( 24 أغسطس 1947 )، تتَميز رواياته بمعنى روحي مستَعمِلًا شخصيات ذاتَ مواهِب خاصة، يعتمد أيضًا على أحداث تاريخية لتَمثيل أحداث قِصصه، نشرَ أول كتبه عام ( 1982 ) بعنوان “أرشيف الجحيم”، حينَ نشر كتاب “الخيميائي”، كاد الناشِر أن يتَخلى عنها في البداية، لكنها سُرعان ما أصبحت مِن أهم الروايات البرازيلية وأكثرها مَبيعًا، تعدُ الخيميائي أشهر رواياته وتمت ترجمَتها إلى ( 80 ) لُغة.
-جَميل أيُها الكَهْل، أظُن إنني أجهل الكثير، لقد وجدت الخيميائي، دَعنا نقرأ نَبذَة الكِتاب المختصرة خلف الغلاف.
-حسنًا يا حامد، سوف أقرأهُ لَك.
-الراعي الشاب الإسباني سنتياغو، رحلته لتحقيق حُلمه الذي تكَرر أكثَر مِن مرة يبحَث عن كنز مدفون في الأهرامات بمصر ووراء هذا الحُلم ذَهَبَ سنتياغو ليُقابِل في رِحلته الإثارة، الفرص، الذُل، الحَظ، الحُب، ويفهَم الحياة مِن مَنظورٍ آخر وهو رَوح الكَون، يريد أن يصبح خيميائيًا، إلى أن يَلتقي “بالخيميائي”، عارف الأسرار العظيمة الذي يَحثه على المضي نَحوَ كنزه، عندما تَقبض إحدى قبائِل الصحراء على سنتياغو ومرافقِه الخيميائي حيثُ توضَع العِلاقة سنتياغو والكَون على المحك، لكِنه ينجَح في الاختِبار ويَنجو مِن المَوت، يُتابِع بعدَها الرجلان رحلتهما حتى يصل وحده أخيرًا إلى الأهرامات، ثُم يَكتَشِف أن ما يَنتظِره هو علامة أخرى ليصِل لكِنزه.
-رائِع أيها الكَهْل، كنت أجهل ذَلِك العالم الذي يُكَمِن داخِل طَيّات الكتب، عالمٌ مليء بالأفكار، أتدري أيُها الكَهْل؟ لقد ظَلمتُ نفسي كثيرًا، أجلِس هنا منذُ سنوات أبيع الكُتُب ولا أعرف ما بداخِل طَيّاتِها، أجلِس أمامِها مُتَأَمِّلًا غُلافِها، أشعر بالملل حينَ أقرأ.
-أتعلم يا حامد؟ المَّلل يدل على الكَسل، أنت اعتَدت الجُلوس هُنا لبَيع الكُتُب لتَجِد المُقابِل مِن خِلال بَيعك لها، فَما بالك بالمُقابِل المَعنوي الذي يفتَح لَكَ أُفقًا كثيرة مِن الشَغَف لقراءِة كِتاب جَديد لتزدادَ إدراكًا كبيرًا بالشيء.
– لماذا أتَيت مُتأخرًا أيُها الكَهْل؟
-لقد أتَيت في مَوعِدي المناسِب، لو كنت أتَيت قَبل ذَلِك مُنذُ سنواتٍ، لَن تَكون مُدركًا مِثلَ الآن.
– لماذا اخترتَني أنا دونَ البَقية؟
-أرى فيكَ نَفسي التي أهملتها لكِن تَيقنت نَفسي متأخرًا، جِئت إليكَ بالأمل؛ لأنني أرى فيكَ الأمل.
-حسنًا أيُها الكَهْل، لكِن ما اسمك؟
-اسمي لا يهم لَن يُفيدَك بشيء، أُحَبَّذ مُناداتي بالكَهْل.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى