ط
الشعر والأدب

بائعة الكبريت ,,قصيدة للشاعرة / فاطمة سعد الله

فاطمة سعد الدين
……….. بائعة الكبريت …………..

في شوارع المدينة الصامتة ..
والثلج يكسو الأرض ..وينافس الجبال ..
كنتِ تطوفين ..تبحثين ..
عن مشترٍ لأعوادك المبللة …
كنتِ تجوبين الصقيع ..
عارية الرأس ..
حافية القدمين ..
كنتِ تبيعين الدفء والنور ..
وعنهما تبحثين ..
إليهما تحتاجين..
يا طفلة يحمر الصقيع في أوردتها ..
عن الحياة ..تبحثين ..
الحذاء الزجاجيّ ..والمركبة السحرية ..
يدغدغان حلمك الطريّ..
في ليلة رأس السنة ..
إنها ليلة الميلاد ..
والأعياد ..
تسرج المدافىء ..ويتصاعد الشواء ..
وأنت ِ يذرعك الجوع ..
والبرد والخواء ..
تتلألأ الأنوار خلف النوافذ ..
وتنصب أوركسترا الولائم ..
والموائد..
وأنتِ تنتظرين ..
وأنتِ تنظرين وتتلمظين ..
نثارات الثلج تتوّج رأسك الفاحم الطويل …
وينهش أمعاءك الصقيع …
ولا أنس ولا احتماء ..
أيتها الطفلة المتجمدة …
في ليلة رأس السنة …
وهم يحتفلون ..
وأنت تجوبين الشوارع و تحلمين …
شماريخ الأضواءالملونة ..
تتساقط على مائدة الحلم ..
وعناقيد الرجاء ..
تتوهّج ..تتصاعد مع كل نظرة منك ..
إلى السماء ..
أيتهاالطفلة الحالمة …
شجرة زيتون مضاءة ..
خوان شبع ومدفأة ..وأجنحة حنان …
تحلق في الفضاء ..
وفي تلك الزاوية المظلمة ..المهجورة ..
تتلألأ النجوم حولك ..
فتبتسمين ..
ويتبدد الظلام والصقيع ..
وأنت تشعلين ..
أعواد الكبريت عودا بعد عود ..
وتتوهمين ..
وتتوهجين ..
بالأمل والخبز والدفء ..
الجدّة تحضر الاحتفال ..
ملاكا ..يرفرف بأجنحة العناق واللقاء ..
ليمتلىء المكان ..
بالدفء والحنان ..
وتنطفىء أعواد الكبريت ..حولك ..
عودا ..عودا ..
وتتجمدين ..
وبالظلام تتسترين ..
وتتدثرين …
تنطفىء أعواد الكبريت ..
وتنطفئين ..
وإلى حيث الجدة والنجوم ..
تصعدين ..
ويسري الموت في العروق …
وتظلين في تلك الزاوية ..
تنتظرين ..
الحلم والكفن ..
ويتمتم المارة في الصباح ..
“كانت بائعة الكبريت ” .

فاطمة سعد الله

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى