ط
مواضيع

حوار رائع مع الأديب اللبنانى / حسين زينب أجرته / حنان رحيمى

الأديب حسين محمد زينب    بقلم حنان رحيمي

الأديب حسين محمد زينب، ابن الجنوب اللبناني وابن بلدة “شبعا” الشامخة على سفوح جبل الشيخ ،واحداً من الأسماء اللامعة في دنيا الأدب والفن على الصعيدين اللبناني والعربي .

من هنا يُصبح الاقتراب من تجْربته نوعاً من ملامسة الإبداع في توهجه وتفرده ، وهو الذي حلقت إبداعاته مغردة في سماء الألحان الشجية ، آمِلاً في منْح الإنسان الصورة الأجمل للحياة ، والعمل على تنقية  أفكاره من أدران الزمن الرمادي وضجيجه المجنون.

في هذا الحوار سنفتح مع الأديب حسين محمد زينب لحظات من البوح الآسر الذي يليق بِتجربة أدبية مميزة ،  فمن الصعب أحياناً أن نتواصل نصياً مع بعض إبداعاته دون العودة إلى تجربته مع الأدب والحياة على حد سواء .

الأديب حسين محمد زينب من مواليد شبعا / جنوب لبنان .

أنهى تعليمه الثانوي في دولة الكويت .وتابع تحصيله العلمي في جامعة بيروت العربية ..تقدم للندوة البرلمانية عام 1996 وعام 2000 .

رجل أعمال مؤسس للعديد من الشركات في الوطن ألعربي .

كتب في عدة مجلات وصُحف عربية .

ساهم في إنتاج مجموعة من المسرحيات العربية الهادفة .

عضو إتحاد المؤلفين وناشري الموسيقى في لبنان .شاعر وملحن

عضو إتحاد الساسيم العالمية.

من مؤلفاته: “جداوِل حب” و”محطّات فوق أرصِفة الزمن” وكتاب تحت الطبع .

ــ الأديب محمد حسين زينب، الكاتب والشاعر، الصحافي، المنتج المسرحي، الملحن،السياسي، وأخيراً رجل الأعمال الناجح..

سؤالي بعد هذا الكم من التعريفات.. أي من هذه الألقاب أحب اليك؟.

جميعها.. جميعها.. فحين أكتب الشعر أجدني شاعراً.. وفي القصة قاصاً، وفي العمل عاملاً، أنا كلّ هؤلاء

، لا أتخير أمري إلا فيما آن أوانه ليكون.

ــ هل هناك قضية تتبناها فيما تكتب؟.

لا كتابة من غير هدف، ولا جمال مجاني.. توعية الأجيال، تنظيف أفكارها، إرجاعها إلى الله والوطن، إلى العمل والمحبة فيما بينها، هدف لا أستطيع أن أغفر لنفسي غيابه، فالأوطان لا تبنى بالكراهية والجهل.. وامنحها ألوان معرفتي في الحياة، فإن نجحت أكون قد وصلت وقمت  بواجبي، وإن لم أنجح، فحسبي أني حاولت.

ــ ماذا تقول في الحالة الطائفية التي تغزو مجتمعنا اللبناني هذه الأيام؟.

إن الدين عند الله هو الإسلام منذ سيدنا آدم إلى آخر الأرض، وسبق لي أن قلت: إننا لسنا محمديين كما يسمينا البعض، بل نحن مسلمون لله رب العالمين،وفي نهاية سورة البقرةيقول تعالى ( آمن الرسول بما أنزل اليه….)، وإذا كان رسولنا يؤمن بالله وملائكته وبالكتب السماوية، فنحن من اتباعه نؤمن بما آمن، وفي العالم رسول مصطفى هو محمد (ص)، وفي النساء المصطفيات سيدتنا مريم.فأنا آمنت بديني، بالقلم والمنطق والحجة، وليس بالوراثة.

ــ نلاحظ بأنك تكتب الشيء ونقيضه في الموضوع نفسه، هل تشرح لنا كيف يكون هذا؟.

تعلمت من أحد البرلمانيين البريطانيين أنه عندما يخطب بالبرلمان وكان من المحافظين، يصفق له العمال والمحافظون، وهكذا، أنا أكتب لكل الناس، فمن لم يرضَ عن هذا رضي عن ذاك، وهدفي الأول والأخير هو توجيه الجيل إلى الوحدة والوعي والمحبة، خاصة أن كثيراً من السياسيين ولأسباب خاصة يوجهون اتباعهم للإنشقاق والضغينة والبغضاء، ونحن كأدباء وشعراء لا نملك سلاحاً إلا القلم والقلب والعاطفة، نحن هدفنا أن نجمع لا أن نفرق، وإذا لم نستطع تغيرهم إلى الأفضل، فعلى الأقل نكون قد خففنا من حدّة هذا الانقسام.

ــ قصيدة ” ارحل” من كلماتك وألحانك، غناها المطرب بهاء العلي، هل كنت تتوقع لها كل هذا النجاح، وهل هناك مشروع أغنية جديدة؟.

طبعا لأن كل قصائدي مأخوذة من أرض الواقع، لذلك تجد صداها بينهم، وهناك أغنية جديدة بعنوان ” حللي” سيغنيها المطرب بهاء العلي، وسبق أن غنى بعض المطربين مجموعة من قصائدي.

ــ لديك كتابان “جداول حب” و ” محطات فوق أرصفة الزمن” وعلمنا أن كتاباً جديداً جاهزاً للطبع، هلّا حدثتنا عنه؟.

موضوع الكتاب يدور حول ” فنجان القهوة” هذا الفنجان الذي يجمع حوله كل أطياف البشر، فليس هناك جلسة مهما كان نوعها تكتمل دون هذا الفنجان المضيء بلونه ورائحة بنّه.. وكم تدور في حضوره من حكايات وقصص خاصة مع النسوة اللواتي يطلقن ما بداخلهن من حزن وفرح ومشاكل مع كل رشفة. إنه الشاهد الصامت، وكاتم الأسرار.

ــ كيف تداهمك القصيدة..وهل لديك طقوساً خاصة في الكتابة ؟.

ليس هناك من طقوس للكتابة، إنما تأتي من فكرة صغيرة، من كلمة، من حدث ما،من تجربة ما.. لي أو لآخرين.

ــ لمن تقرأ من أدباء وشعراء اليوم؟.

اقرأ للهواة قبل المحترفين،الشيء الجميل، يفرض حضوره، ثم أني لا أنقطع عن قراءة التراث الشعبي والموروث الأدبي منذ الجاهلية وإلى يومنا هذا.

ــ كيف تقيّم تجربتك في عالم السياسة؟.

اشفق على السياسيين كثيراً، كما اشفق على الشعب، لأن السياسي يقضي عمره ولا يرضي ربما عائلته، أقول ربّما، فمهما حقق من نجاحات، لا يغادره الفشل، في إحدى المرات – وكنت حينها أكتب مقالات سياسية في جريدة القبس الكويتية- هددت من قبل بعض الجهات، فتوقفت عن الكتابة، منتقلاً إلى كتابة القصة والشعر والغزل، فقال لي أحدهم:هل انتهت القضية العربية حتى انتقلت إلى الحب والغرام! قلت له: الكاتب السياسي يموت بأحذية السلطة،اما في الحب فيموت بكنادر النساء، فلعلهن أكثر رحمة.

على مكتبي أضع يافطة مكتوب عليها ” السياسة والتدخين يضران بصحتك، ننصحك بالابتعاد عنهما”.

ــ كيف ترى مستقبل العالم العربي من منظارك؟.

 العالم العربي لن يكون إلا كما اعتدنا عليه بالرغم مما يجري من أحداث دامية وقاهرة، ذات مرّة، سمع أحدهم، بأن الأرض سيغمرها الماء، فذهب إلى أحد الحكماء وسأله: الأرض سيغمرها الماء، فماذا عليّ أن أفعل؟ قال له: اذهب إلى المساجد والكنائس، وصلي لله داعياً أن يغفر لك.فلم يعجبه الجواب، فذهب إلى حكيم آخر، وسأله السؤال نفسه، فأجابه: عليك منذ الآن أن توزع أموالك على الفقراء والمساكين، علّ الله أن يغفر لك. فلم يعجبه الجواب، فذهب إلى حكيم الحكماء، وسأله ذات السؤال، فأجابه: عليك منذ الآن أن تتعلم كيف تعيش تحت الماء، فعلى الشعوب العربية أن تتعلم كيف تعيش تحت كل الأزمات، وهذا قدرنا.

ــ علمنا أنك تتقن الطب الصيني، ولكنك لا تزاوله، ما حقيقة هذا الأمر لديك؟.

هي ثقافة عامة لدي، التقفتها من جميع ثقافات العالم. ففي الصين، هناك “الطب الصيني” الذي يعتمد على الأذن، التي تشبه الجنين في رحم أمه، وكذلك الطب الهندي، الذي يعتمد على تشخيص الإنسان، من حيث الهواء، الماء، النار، والبرودة.كذلك علم الأرقام والأبراج والكف والفنجان، هي علوم تخص ثقافتي وكتابتي.

 

ــ ما الذي يفرح الأديب حسين زينب، وما الذي يبكيه؟.

كل شيء يفرحني، فأنا متفائل، أعيش على ماء الفرح، و فلسفتي في هذه الحياة، هي أني خلقت لمرة واحدة، وعليّأن أعمل كل ما أرغب به، داخل حدود ما أمرنا الله.

ــ أين أنت من الحب؟.

أحب حسين محمد زينب، أعلمه، ابذله الأدب والحشمة، احترمه، وأسخّر كلّ ما في هذه الحياة، لأجله، لأن من لا يحب نفسه، لن يستطيع أن يحب الآخرين.

ــ ما هي الصورة الأبرز التي تقدمها للمرأة في كتاباتك؟.

كل أنواع الكتابة، فالمرأة هي: أمي، أختي، زوجتي، وابنتي.. وما أقدمه في كتاباتي، هو ما يلائم الجميع منهن من المحبة، لتنطلق المرأة في مسيرة حياتها نحو الأفضل، ولا تنزلق في الخطيئة.

قالت لي:

ضمني إلى صدرك،

فصحراء فؤادي إليك عطشاء،

يا من أبحرت سفينتك ليلاً

تقاتل الرياح والأنواء،

وتركت شعري كالليل منثورا

يعوم في بحر المساء..

عُد غريباً ووحيداً

إني أحبّك من الألف إلى الياء.

حنان رحيمي
حسين زينب

2
2

1924665_797020933660957_872909581_n

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى