ط
مسابقات همسهمسابقة القصة

أريد أن أحكي لك..مسابقة الخاطرة..بقلم / هبة الله محمد حسن من مصر

مشاركة للمسابقة فرع الخاطرة

أريد أن أحكي لك

آه، لو تسمعني فقط..
أريد أن أحكي لك عن الأشياء التي أحبها، عن الغيمات الماطرة، دموع السماء والحياة، عن عشقي للسير تحت المطر، مع أرواح القطرات الشفافة نشدو معا على وقع الأنغام الباكية البهيجة..

أريد أن أحكي لك عن أشياء لم تسمع عنها من قبل، عن الخيول المجنحة التي تسكن وديان بعيدة بعيدة، لكنها في الأمسيات الرقيقة الحالمة، تمر بنا..فقط تتخير من هم ارق، وأحلم من تلك الليالي ذاتها، وتحملهم على ظهورها في رحلة إلى السماء..هل ركبت في حياتك من قبل حصانا أبيض مجنحا؟

أريد أن أحكي لك عن تلك السيدة العجوز الشابة التي تسكن في مكان ما خلف النهار، نعم عجوز وشابة؛ فهي تكون شابة في بداية اليوم، وتصبح عجوزا في نهايته..تترك في كف من يصافحها زهرة أو عقربا..لا يمكنك أن تتنبأ أبدا، لكن البعض يخاطرون، إذ يقال أن عبير زهرتها يمنح السعادة للأبد، لكن حذار، فسم عقربها يفتح باب التعاسة للأبد، لعلك لن تصدق، فلا شيء بالنسبة لك يدوم للأبد كما تقول لي دائما..

أريد أن أحكي لك، عن ذلك النهر العجيب..أنا لم أره من قبل لكنني واثقة من وجوده..عندما تنزل إليه، تغتسل من بقايا ذنوبك، تغتسل من تلك القسوة السوداء التي تتركها في الروح..غريب أنك لم تسمع به من قبل، كيف سمعت عنه أنا إذن..

أريد أن أحكي لك، عن أشياء وأشياء، لكنني أعرف أنك لن تسمع، ولو سمعت فلن تصدق، ولو صدقت فلن تحس أبدا بما أحسه أنا..

لذا سأصمت وسأتركك تحكي عن حبك الأرضيّ العاديّ لي، عن تجهيزات الشقة، عن لون الستائر والأسقف والجدران، عن أشياء لم أفهمها، ولم أحبها يوما.. سأصمت، لعلك يوما تشعر وحدك بما لم أقله، ولكن اعذرني إن نهضت في لحظة فجأة، وتركتك تحكي لنفسك..!!!!

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى