ط
مسابقة القصة القصيرة

إنسان في صدفة. مسابقة القصة القصيرة بقلم / محمود البسيونى من فلسطين

للمشاركة بالمسابقة
قصة قصيرة
22\01\2017
(إنسان في صدفة )
تنفستُ ذاتي في صدفةٍ … في نظرةٍ للسماء أجببتُ سواد الغيمِ لون الرمادِ على الطرقات أُناجي الروح داعياً غيث الحياةِ
أردد في الذات إن أمطرت المشيُ فرضٌ لا وضوءَ فيه غيرَ اغتسالٍ للرأس والأقدامِ .
أقفُ على رصيف الانتظارِ بجانبي شابٌ يمسكُ كرسيً بعجلاتٍ يصطنعُ الوقوفُ يشيرُ لعنوانٍ خارج نطاق السيرِ والسائقُ يهرول من كرسيٍ بعيد المسارِ.
قررتُ أن أضم صوتي له علنا نرفعُ سقفَ الأملِ في نقله لبرِ الأمانِ بينما أخاطبُ إنساني أن لا يشعره بلا إنسان تاركاً عفوية التصرفِ تُبادرَ بحكمةِ الإحساس .
أوقفت السيارةَ ورفعتُ الأُجرَة وقلتُ عنواني عنوانهُ فرح السائق وابتهج صاحب الكرسي مسرعًا ليخفي كرسيه النقالِ ويدي تراقبهُ
رحلةٌ ليست لي لكنني استمتعُ بمتاعِها أقرأُ داخل الشاب تقلبَ صفحاتِ خاطرتِهِ وكيف يكتبني يَرسمُ صوره ويكررُ خربشة أحداثِهِ يشارك السائقَ في نظراتِ تَساؤلٍ أجاب عليها الطريقُ بالتَوقفِ .
عائقٌ في الطريقِ وحوار في تحديد المكانِ كأنما صاحب الكرسي يحفظُ الطريقَ من جِهَته فوقعَ في فخ تناقضِ الاتجاهات خطفتُ النقاشَ بالنزول معه مدركًا أن العقارب تتبعُ الطريقَ وقد اختلت موازينُ خُطاي
هممت إلى الكرسي أجلستُ صاحبه برفقٍ وهو يقول ماذا بعد ….. ؟؟؟ قلت له : ترافقني ؟ ضحك بقلبِ طفلٍ صغيرٍ فأخذتُ أُداعبُ العجلاتَ أُنشطُ الذاكرةَ بيني وبينهُ لاطفته كثيراً كان اسمه شادي
استوقفني منحدرٌ خطيرٌ همست في أُذنه هل تثق بي ؟ أجابني كطالبِ الحلوى … أكيد
قلتُ : حتى وأنت لم تسألني عن اسمي !!
احمرت ضِحكتهُ وأعاد عليَ إني أثقُ بكَ يا محمود
جمعتُ قوايَ وجعلتُ المنحدرَ خلفي وانجرفتُ في دقائقِ سعادةٍ وأنا أسألهُ هل تعبت ؟ هل مللت ؟ …. من يسألُ من … فهو لا يدركُ قمةَ الراحةَ في قلبي والمتعةَ في جوارحي .
طال الطريقُ وكأنها أولُ أُمنيةٍ تتحقق الجو حارٌ جدًا غرقت عرقًا بقدرِ ما تمنيتُ المطر
استوت الأرضُ أخيرًا وقلت : شادي قال : نعم محمود ألم أتعبك …. ألست منزعجا …. هل أقحمتُ نفسي عليك …. أم أنني صديق ؟؟
بلهفةٍ ونقاءٍ كسر حاجزً التلعثمِ الحقيقي أنت صديقٌ صديق أنا أدفعه عن عجزهِ وهو يُعجِزُني فيما أقدم له
شعرت برذاذ السماء يلاطف الجبين َ المبللَ وبعض نقاطٍ على الوجه تصفقُ بحرارةِ اللقاءِ يجاريني حديث القصائدِ ومزحةُ القوافي حتى فقدتُ السيطرةَ وسقط من ذهني تمَلُك القيادةِ فبعثرتنا حصوةٌ حائرةٌ أسقطتنا كحباتِ المطرِ الخفيفِ تداركت اختلاطنا بالرمل رفعته بكلِ قوةٍ نافضا غبارَ التراخي .
اعتذر منك يا صديقي فقد أوقعَتنا لحضات المُتعةِ .هل أعجبك كيف أوقعتني وأنا على قدمي ؟؟؟ همهم مطأطئَ الرأسِ هلَّا نفضتَ الغبار عنك أيضًا .
درب طال فيه النبضُ الراقي والروحُ الصافيةُ حتى أطياف الإنسانية رافقتنا أشارت طفلة مدرسية باتجاهنا فعلمتُ أننا اقتربنا للفراق خطوات وعجل وكنا على الباب بضعُ طَرَقاتٍ ولحظةُ وداع .
نظرةٌ منه أشبعتني الحياةَ قطع الصمت بِفكِ عقدةَ حنجرتهِ ليقول بطلاقةِ الإنسان شكرا محمود فأجبته بابتسامة شمس لا شُكر بين الأصدقاء وتركته وأنا أجمعُ صور الذاكرةِ القصيرةِ وأرتبها من غيمةٍ سوداء حتى حبة رملٍ شقية ….

محمود البسيوني
فلسطين

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى