الاسم / السيد حنفي شحاتة
تليفون / 01116600568
جمهورية مصر العربية / محافظة السويس
العمل / قصة قصيرة ..
عنوان العمل / تشكيلات هلالية
تشكيـلات هلاليـة
ترتسم عيناها على جدران مرسمي, عشقا تائها.. زهور حب تنبت من حاجبيها, وجهها يتألق بالأنوار الهلالية, تناولت فرشاتي, لامست بها سواد العيون.. أحبك..
تميل الشمس للمغيب وسط لهيب الجانب الغربي, تشدو بأغنية عشق على صوت المجداف وهو يدافع المياه, تنصت لها الأمواج والرياح والشمس والكون وكل مشاعري..
أضمها, أقبلها, يرسو الشاطئ, أحملها, تهمس في عيني:
– لم يحملني أحد قبلك.
يقترب الليل من رؤوسنا, تعدو إلى القارب, تدفعه, تستدير, تحتويني, أحتويها..
حط الليل, ابتعد القارب, ابحث عنها.. تلاشت في قلب الظلام..
***
ارفع وجهي من بين كفي, أتلفت, كل شئ عندي يحتاج إلى شئ..
آآآه.. إن عنقي يئن من ثقل رأس يحمل عالما داخله..
أتكئ على منضدة, أتكئ بشدة, تسقط.. أسقط.. تتساقط من رأسي ذكريات عمر آفل.. أسفاري.. قبلات العذارى.. صورة رجل كريه, ضخم الجسد, ضخم الثروة, ضخم كل شئ, أركله بقدمي.. أبي يوارونه التراب.. خليط من ألوان سلفادور دالي وروايات فرانز كافكا, أعيده إلى رأسي.. ثم.. ثم وجه حبيبتي الهلالي, أحمله بيدي, أنهض به, أتعثر في تاريخ قبيح, أسقط على تاريخ أقبح, أتناول وجه حبيبتي, أضعه في الذاكرة, أحاول النهوض..
في المرآة, تحسست شفتي وقد جفت, أسناني الباقي منها أسود اللون, هرعت إلى الخارج, أشياء في رأسي كالذباب تطن.. وأشياء تدق.. تخبط, زحام, هراء, أحاول الإبصار من خلال أهدابي الملتصقة, صحراء رمالها بلون الفقر, شمس كحرب البسوس, نسائم تخطف الأبصار, تورث العمى.. من خلفي ليل حالك, تتطاير فيه الجماجم, يذيبني الخوف من الرأس حتى القدم, عن يساري غابات, مستنقعات, أزهار بلون الدماء, أغنية شريدة تتردد على أنغام فريسة..
تعانقات الأشجار تلقي بظلالها على أنثى الأفاعي.. الحفيف والفحيح يمتذجان, يلقيان الرعب في قلب الليل الأجوف..
عن يميني كانت الهلالية تفر بعينيها بعيدا وتتساءل عن اضطرابي..
أتحسس كتفي, مازال دافئا منذ أن غفت عليه بالأمس
من داخل الأمواج تخرج رأس الرجل الضخم, ينتزع وجه حبيبتي من على جداري, تهتز, يسقط قلبها الهلالي, أحتضنه, أنزوي بعيدا..
يبتسم الرجل, تنزلق دمعتي, تسقط على القلب الهلالي, يرتعش, أحمله إلى شفتي, أقبله, يرتمي على ذراعي, يهمس كلمة حب, أوصد عليه أحضاني..
تراني, تمد يدها لتسترد قلبها, أهمس لها:
– سأرعاه لك..
***
أمسح طفيليات عالقة على وجهي, أضع رأسي تحت المياه, تسيل المياه على أرض خصبة, تنبت زهرة بلون العشق..
سأهديها زهرتي..
راجعت أزماني أبحث عنها, بين أحجار قبور هرمية مقدسة رغم أنوفنا, بين رفات بالية وأوراق متهالكة وأصنام متعالية.. تاريخ عفن, نقدسه لنتكئ عليه, طويته بعنف, هرعت إلى زمن الألوان الزاهية, رسوم هندسية, زاعقة الألوان, خطوط مستقيمة, متداخلة, متصارعة, لا تعني إلا ما تراه..
وضعت كفي على وجهي مخافة أن يسقط مني, نظرت تحت قدمي, أبواب حديدية عملاقة, ترفرف عليها رايات حمراء مازالت تقطر منها الدماء, تراجعت مذعورا..
خرج الرجل الضخم من بين الأبواب الحديدية, جلس على المقعد الوحيد بمرسمي.. جسده منتفخ, يمد ساقين قصيرتين, سيجارته يتصل دخانها بضوء المصباح, نظارته السوداء تحتل نصف وجهه, شاربه يغطي منه الفم والذقن, من خلاله تلمع أسنانه الذهبية..
يستند برأسه على الهواء..
يرفع كأسا إلى شاربه الضخم, يتجرع وجهه ولا يسعل, يلعق شاربه بلسان أسود..
يقف أمامي, أرتعد, يرفع سيجارته, أرتعد, ينفث دخانها في وجهي, أرتعد, يقترب مني, أرتعد.. أرتعد, أسقط في غيبوبة الخوف, يصفع وجهي بحذائه, تتناثر لوحاتي على وجهي, يحمل الهلالية ويقهقه خارجا..
أفيق من غيبوبة الخوف, أرى زهرتي ملقاة, هل سقطت منها.. ؟
أهرع خلفهما, أجلس وسط قوم ينتظرون, تنشق الستائر المزركشة عن مكان فسيح, تقف شامخة بوجهها الهلالي, ترتدي فستان العرس, ترفع وجها إلى السماء كأنها تبتهل به, وتنظر بوجه إلى الرجل الضخم كأنها تناجيه, وتلتفت نحوي بوجه كأنها تستغيث..
أصعد إليها, أدفع عنها الرجل الضخم, تتلقاني بوجه غاضب, أجثو على ركبتي, تركلني بقدمها, تسقط زهرتي, أشير إليها, تعلن لعنتها على رأسي, وعلى زهرتي, وعلى الحب..
أنسحب خارجا ببطء, يدنو منها الرجل الضخم, يتحدان في جسد واحد أسفل وجه هلالي جديد..
يدوي تصفيق وصفير القوم المشاهدون, تنحني لتحيتهم, أحاول الانحناء مثلها, تسقط ألواني على لوحتي, تشكل الوجه الهلالي الأخير.. أسود اللون
تميل الشمس للمغيب وسط لهيب الجانب الغربي, تشدو بأغنية عشق على صوت المجداف وهو يدافع المياه, تنصت لها الأمواج والرياح والشمس والكون وكل مشاعري..
أضمها, أقبلها, يرسو الشاطئ, أحملها, تهمس في عيني:
– لم يحملني أحد قبلك.
يقترب الليل من رؤوسنا, تعدو إلى القارب, تدفعه, تستدير, تحتويني, أحتويها..
حط الليل, ابتعد القارب, ابحث عنها.. تلاشت في قلب الظلام..
آآآه.. إن عنقي يئن من ثقل رأس يحمل عالما داخله..
أتكئ على منضدة, أتكئ بشدة, تسقط.. أسقط.. تتساقط من رأسي ذكريات عمر آفل.. أسفاري.. قبلات العذارى.. صورة رجل كريه, ضخم الجسد, ضخم الثروة, ضخم كل شئ, أركله بقدمي.. أبي يوارونه التراب.. خليط من ألوان سلفادور دالي وروايات فرانز كافكا, أعيده إلى رأسي.. ثم.. ثم وجه حبيبتي الهلالي, أحمله بيدي, أنهض به, أتعثر في تاريخ قبيح, أسقط على تاريخ أقبح, أتناول وجه حبيبتي, أضعه في الذاكرة, أحاول النهوض..
في المرآة, تحسست شفتي وقد جفت, أسناني الباقي منها أسود اللون, هرعت إلى الخارج, أشياء في رأسي كالذباب تطن.. وأشياء تدق.. تخبط, زحام, هراء, أحاول الإبصار من خلال أهدابي الملتصقة, صحراء رمالها بلون الفقر, شمس كحرب البسوس, نسائم تخطف الأبصار, تورث العمى.. من خلفي ليل حالك, تتطاير فيه الجماجم, يذيبني الخوف من الرأس حتى القدم, عن يساري غابات, مستنقعات, أزهار بلون الدماء, أغنية شريدة تتردد على أنغام فريسة..
تعانقات الأشجار تلقي بظلالها على أنثى الأفاعي.. الحفيف والفحيح يمتذجان, يلقيان الرعب في قلب الليل الأجوف..
عن يميني كانت الهلالية تفر بعينيها بعيدا وتتساءل عن اضطرابي..
أتحسس كتفي, مازال دافئا منذ أن غفت عليه بالأمس
من داخل الأمواج تخرج رأس الرجل الضخم, ينتزع وجه حبيبتي من على جداري, تهتز, يسقط قلبها الهلالي, أحتضنه, أنزوي بعيدا..
يبتسم الرجل, تنزلق دمعتي, تسقط على القلب الهلالي, يرتعش, أحمله إلى شفتي, أقبله, يرتمي على ذراعي, يهمس كلمة حب, أوصد عليه أحضاني..
تراني, تمد يدها لتسترد قلبها, أهمس لها:
– سأرعاه لك..
سأهديها زهرتي..
راجعت أزماني أبحث عنها, بين أحجار قبور هرمية مقدسة رغم أنوفنا, بين رفات بالية وأوراق متهالكة وأصنام متعالية.. تاريخ عفن, نقدسه لنتكئ عليه, طويته بعنف, هرعت إلى زمن الألوان الزاهية, رسوم هندسية, زاعقة الألوان, خطوط مستقيمة, متداخلة, متصارعة, لا تعني إلا ما تراه..
وضعت كفي على وجهي مخافة أن يسقط مني, نظرت تحت قدمي, أبواب حديدية عملاقة, ترفرف عليها رايات حمراء مازالت تقطر منها الدماء, تراجعت مذعورا..
خرج الرجل الضخم من بين الأبواب الحديدية, جلس على المقعد الوحيد بمرسمي.. جسده منتفخ, يمد ساقين قصيرتين, سيجارته يتصل دخانها بضوء المصباح, نظارته السوداء تحتل نصف وجهه, شاربه يغطي منه الفم والذقن, من خلاله تلمع أسنانه الذهبية..
يستند برأسه على الهواء..
يرفع كأسا إلى شاربه الضخم, يتجرع وجهه ولا يسعل, يلعق شاربه بلسان أسود..
يقف أمامي, أرتعد, يرفع سيجارته, أرتعد, ينفث دخانها في وجهي, أرتعد, يقترب مني, أرتعد.. أرتعد, أسقط في غيبوبة الخوف, يصفع وجهي بحذائه, تتناثر لوحاتي على وجهي, يحمل الهلالية ويقهقه خارجا..
أفيق من غيبوبة الخوف, أرى زهرتي ملقاة, هل سقطت منها.. ؟
أهرع خلفهما, أجلس وسط قوم ينتظرون, تنشق الستائر المزركشة عن مكان فسيح, تقف شامخة بوجهها الهلالي, ترتدي فستان العرس, ترفع وجها إلى السماء كأنها تبتهل به, وتنظر بوجه إلى الرجل الضخم كأنها تناجيه, وتلتفت نحوي بوجه كأنها تستغيث..
أصعد إليها, أدفع عنها الرجل الضخم, تتلقاني بوجه غاضب, أجثو على ركبتي, تركلني بقدمها, تسقط زهرتي, أشير إليها, تعلن لعنتها على رأسي, وعلى زهرتي, وعلى الحب..
أنسحب خارجا ببطء, يدنو منها الرجل الضخم, يتحدان في جسد واحد أسفل وجه هلالي جديد..
يدوي تصفيق وصفير القوم المشاهدون, تنحني لتحيتهم, أحاول الانحناء مثلها, تسقط ألواني على لوحتي, تشكل الوجه الهلالي الأخير.. أسود اللون