للمسابقة/قصة قصيرة
تفاصيل صغيرة
أتممت روايتي.. وأخيراً أصبحت حرة، أول شيء فعلته استمتعت بموسيقى هادئة تخرجني من روتين الحبر، تلك الليلة نمت عميقا بين أحضان أوراقي، لم أستفق إلا على صوت جارنا وشاحنته المسنة المزعجة.. تناولت فطوري وأسرعت لتجهيز أغراضي، حتى شعري القصير لم أسرحه، مرآتي هي الوحيدة التي كانت تعرف مظهري جيداً، بعد دقائق من الترتيب لفتت انتباهي خربشات قديمة مركونة في درج المكتب، إنها رسالة معبقة بعطره.. كيف عادت!!؟؟
الظل الذي طالما رسمته بحب مجنون، قذفني للمجهول..إنه ناكر للجميل، لم أكترث له، أحضرت ولاعة وبنفس المكان أضرمت فيه النار.. سكبت الماء على رماده المتبقي خشية من تسلل رائحة ذكراه، كان هذا انتقامي من قلبي الذي تعلق بغريب، أحمد الله مازال عقلي بخير.
اقترب موعد تسليم الرواية، خرجت وكلي شوق لأعرف رأي الأساتذة، صعدت الدرج، الباب مفتوح، قدمت تحيتي، جلست أنتظر دوري، رغم أنه موسم الصيف برودة شتوية تسربت لداخلي، أحسست بالمطر يهطل بغزارة، الجو تكهرب، صوت كالرعد يقصف بي:
– تمت الموافقة على الطبع، ستنشر روايتك عام 2030.
يا إلهي.. كابوس مزعج سرق أحلامي.
لندة مرابطين//الجزائر
