رابحي محمد إلياس – الجزائر – – البريد: [email protected] – المشاركة بقصة قصيرة: صحيفة ليلة مقمرة
__________________________ ____________________
انفلق القمر بدرا مستديرا في ليلة شاحبة محمرة، ملكني شعور مريب حول ما يجري في خارج الغرفة، أزلت الستارة من على النافذة ليتسنى لي رؤية الوقائع، أرى مفرقعات ملونة ترسم ابتسامة عريضة في كبد السماء، يبدو أنها قادمة من حفل زفاف جارنا أبا حليمة، إنه زفاف ابنته لكني فوّت حضوره مع أني من أوائل المدعوين، اعذرني يا جاري العزيز فهناك أولى منك بالزيارة ولم أزره، رائحة “الكسكسي” تعبق في أرجاء الحي وتطغى على روائح قمامة جارنا أبو السعيد، لقد عاد أبو فاطمة لتوه من البيت الحرام، وفاطمة وأخواتها يبدو أنهنّ قد أقمن حفلة لاستقبال الحاج العائد من أداء فرضه، فلتعذريني يا فاطمة وأباك فهناك أولى منكما بالزيارة ولم أزره، صوت الإمام يرتل آيات بيِنات، وا أسفاه، لقد توفي ابن جارنا أبو خليفة، كان من الواجب تعزيته في مُصابه ومواساته في محنته، لكن عذرا يا أبا خليفة، أنا من يجب تعزيتي فمصابي أجّل وأعظم، فقدْتُ الصحيفة، صحيفة غالية وثمينة أثمن من الذهب والفضة وأغلى من اللؤلؤ والزبرجد، صحيفة قد كتبتها الغالية لغاليها، أستميحكِ عذرا يا أماه فقد فقدْتُ الصحيفة، سلامي إليك وطيب أشواقي واشتياقي، على من فارقت النفس روحها وعبق ريحها، سلامي إليك يا نرجس الحدائق وصفصاف جنتي، سيأتي يوم فيه ألقى نور عيني وبسمة شفاهي، سلامي إليك، تبا لصحيفة الليلة المقمرة.