ط
مواضيع

ظنوه معاقا فاقد النطق. مشرد يستعيد قدرته على النطق فور رؤية أمه

في أحد شوارع إمبابة بالجيزة، عثر الأهالي على شاب عشريني ذي جسم هزيل لم يقوَ على الحركة، طريح الأرض، لا ينطق ولا يتحدث مع أحد، حتى خُيِّل للناس أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو الصم والبكم.

الأهالي حاولوا إنقاذ الشاب، واستعانوا بمؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، وسرعان ما استجابت المؤسسة، وأرسلت فريق إنقاذ تابع لها، وبالفعل تمكنوا من إنقاذه، ولكن فشلوا في الحصول على معلومات منه، وازداد الأمر سوءًا لعدم العثور على أوراق ثبوتيه بين طيات ملابسه المهلهلة.

مفاجأة

وقبيل أيام، نشرت بوابة «الوطن» قصة الشاب، ليتعرف عليه والده «علي عيد» من محافظة الإسكندرية، لتجمع الأقدار بين الوالد وابنه الضائع، بعد فترة طويلة من البحث عنه، ليسود اللقاء دموع الفرحة، التي انهمرت من الأب لحظة رؤية نجله.

 ثمة مفاجأة أذهلت جميع الحاضرين في ذلك اللقاء الحار، فقد تمكن «مصطفى» من النطق والتمتمة بكلمات تخلجها الدموع فور رؤية والدته، وحاول الوقوف بعدما كان يجلس على كرسي متحرك منذ العثور عليه، حتى حسبه الجميع أنه مصاب بمرض عصبي.

ومنذ العثور على الشاب حاول الجميع التحدث معه لكنه لم يبدِ أي تفاعل معهم، حتى ظن الكثيرون أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة «الصم والبكم»، إلى أن وصل إلى عيادة خاصة وتعامل معه طبيب نفسي وهنا عرف أن الشاب يسمع جيدا ولكنه لا يتكلم، نتيجة تعرضه لصدمة عصبيه شديدة، لم يعلم أحد شيئا عنها.

يحكي «الأب» أن ابنه مصطفى كان خرج منذ فترة طويلة للعمل في محافظة القاهرة في أحد المصانع بمنطقة أكتوبر، حيث كان دائم التواصل معه أثناء وجوده في المصنع: «كلمني قالي أخدوا مني البطاقة وطالبين مني ورق تاني علشان أتعين عندهم، قولتله تعال خد الورق بتاعك واقعد معانا شوية، وبعدها انقطع الأخبار عنه والموبايل اتقفل، لافينا في كل مكان ومعرفناش نوصل له».

انهمرت الدموع من الجميع، وأكدوا أن تأثير الأم على ابنها جعله ينطق مرة أخرى: «ابني كان كويس ومكنش فيه حاجه، ولا حتى كان تعبان، مش عارف إيه اللي حصل ولا لاقي تفسير للي حصل، كنا هنموت عليه، والحمد لله إننا لاقيناه».

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى