ط
الشعر والأدب

قُبلة النور قصيدة للشاعرة الفلسطينية / نفين طينة


10488146_308092442692183_1627696853174970686_n

دقَّ الزمانُ طبولَ الخوفِ والخطرِ
وأشعلَ الموتُ زيتَ البؤسِ والكَدَرِ
واهتزَّتِ الأرضُ في يأسٍ وفي غضَبٍ
واستسلمَ الصُّبحُ كالأطفالِ للعِبَرِ
والروحُ في غربةٍ تلهو الذئابُ بها
كأنها ظبيةٌ في فكّها القذِرِ
أراقبُ القدسَ عن بعد فيملأني
حزنٌ مريرٌ كطعم اليتمِ في الصغرِ
ويعتري مهجتي ضعفٌ كأنَّ بها
داءً عضالًا يُصيبُ الجسمَ بالخَدَرِ
ومثلما يوسف الصِّدّيق إخوتُه
رضوا له بحياة الذل والضررِ
جاروا عليَّ أشقائي وسلّمني
أهلي لمفترقٍ قد ضجَّ بالحفرِ
فبتُّ مثلك لا مأوى ألوذ به
يا قـــدسُ أغرقُ في بحرٍ من الصُّوَرِ
يا طفلةَ الشّرقِ صُبّي كـأسَ ذلتِنا
وأخبري القومَ أن يأتوا معَ السَّـــــحَرِ
صُبِّي وهاتي مُـدامًا من حضارتنا
فاليوم يثمَلُ حتى النُّــورُ في البَصَرِ
ما عادَ فيَّ على الويلاتِ مقدِرَةٌ
والجُرحُ أكبرُ من صدري ومن عُمُري
سبعون عاما عجافا ينهبون بنا
حتى اهترأنا وأمسى الرَّوْضُ كالحَجِرِ
ولعنةٌ بعد أخرى في ربـــى وطني
كــأننا قد علقنــا في لــظـــى سَقَرِ
سبعون عـــــامًا ومُرُّ العيشِ في فمنا
والجرحُ ينزفُ مدرارًا كما المطرِ
هل يمسحُ الصُّبحُ دمعَ العجزِ متَّقِدًا
وتلمَعُ القدسُ في التاريخ كالدُّرَرِ
ويبزغُ البدرُ في ظلماء أمتنا
وترجع البسمة الخضراء للشجرِ
يا قُبلةَ النور في خدِّ انتفاضتنا
لا تيأسِنَّ فأرض الحق لم تَبُرِ
بل سوف يأتي على خيلٍ مضرَّجَةٍ
فرسانُ مجدٍ كبركانٍ منَ الشَّرَرِ
ويُشـعِلُ النصرُ في عينيكِ شـمعَتَهُ
وتشرقين بثوب العزة النّضِرِ
وإذْ رأيتِ يدَ الأحزانِ طائلةً
سيقطَعُ الفجرُ رأسَ الويلِ فانتظِرِي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى