ط
تحقيقات وتقارير

قصة مسجد الشيخ إبراهيم الدسوقي (بمركز دسوق محافظة كفر الشيخ) بقلم الباحثة الاثرية/أميرة إبراهيم علام.

 
كتبت / اميرة إبراهيم علام
 
•هو مسجد بناه إبراهيم الدسوقي وهو أحد المزارات الصوفية الكبيرة في العالم الإسلامي حيث يأتي إليه الآلاف من الزوار من جميع أنحاء مصر والدول العربية والاسلامية ويعرف أيضاً بالمسجد الابراهيمي🌙.
 
*من هو إبراهيم الدسوقي؟
_هو “إبراهيم بن عبدالعزيز ابوالمجد بن قريش بن محمد المختار بن محمد أبو النجا بن علي زين العابدين بن عبدالخالق بن محمد أبو الطيب بن عبدالله محمد الكاتم بن عبدالخالق بن أبو القاسم جعفر الزكي بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه “
فهو من نسب الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
 
*أما عن نسبه من أمه فهو ابن السيده فاطمة بنت أبي الفتح الواسطي خليفة أحمد الرفاعي في مصر والذي لعب دوراً كبيراً في تأسيس بنيان الطرق الصوفية في مصر.
 
*أما بالنسبة للقب” الدسوقي”فقد لقب به نفسه، نسبة إلى مدينة دسوق التي ولد ونشأ بها.
 
*قد بشر بمولد _الدسوقي _قبل أن يولد، فكان يوجد في هذا الوقت شيخ من كبار الصوفية بقرية سنهور المدينة جنوب شرق دسوق وكان يدعي الشيخ “محمد بن هارون” وكان كلما رأي ابو المجد والد الدسوقي قام له وشدّ على تكريمه، فسأله أصحابه على سبب ذلك، فقال لهم :أن في ظهره ولياً يبلغ صيته المشرق والمغرب.

 
*ولد الدسوقي على أرجح الأقوال في يوم 30 شعبان عام 653 هجرياً بمدينة دسوق في عهد الملك المعز عز الدين أيبك السلطان الأول للدولة المملوكية.
 
*قيل أنه في ليلة مولده ظهرت له اول كرامة؛ حيث كان ابن هارون حاضراً عن أبي المجد والد الدسوقي في الليله التالية للتاسع والعشرين من شعبان؛ حيث اتفق وقوع الشك في هلال رمضان، ولا يعرف المسلمون سيصومون في اليوم التالي ام لا، فسأل ابن هارون أم الدسوقي عن إذا كان رضع ام لا، فقالت :أنه من أذان الفجر لم يرضع، فقال لها ألا تحزن فسوف يرضع _الدسوقي_بعد أذان المغرب، ويعني هذا أن _الدسوقي _قد صام، وعلى أساس معرفته بهذا الأمر؛ امر الناس بالصوم.
 
*قد أطلق اتباع _الدسوقي_عليه العديد من الألقاب (برهان الدين، أبا العينين، قطب الأقطاب، القطب الأمجد، الإمام الأوحد،أمام الدين، سيد السادات، رافع المهمات، صاحب الولا والكشف والاطلاعات، بحر الورود والبركات، لسان الحضرات، كعبة الحقيقة، سلطان أهل العون والصون، الحسيب، النسيب، الشريف، قاضي العشاق، صاحب السيفين، صاحب الرمحين، عريس المملكة).
*وقد تأثر _الدسوقي_بأفكار أبو الحسن الشاذلي وكان على صلة بأحمد البدوي بمدينة طنطا.
 
*قد دخل _الدسوقي_خلوته وهو في سن ثلاث سنوات ليتعبد وخرج منها في سن ثلاث وعشرون سنه ليدفن والده بقرية مرقس المقابلة لمدينة دسوق.
وقد سطع نجمه في العلوم والمعارف وانتشرت طريقته ووصل صيته إلى جميع أنحاء البلاد.
سمع السلطان الظاهر بيبرس البندقداري بعلم الدسوقي وكثرة أتباعه والتفاف الكثير حوله، فقام بتعيينه شيخاً للإسلام وكان يهب راتبه إلى الفقراء المسلمين، كما قرر السلطان بناء زاوية يلتقي فيها الشيخ بمريديه يعلمهم وهي مكان المسجد الحالي.
 
*كما حدث صدام بين الدسوقي والملك الاشرف خليل قلاوون بعد توليه حكم مصر، بسبب فرض الحاكم لضرائب باهظه على الرعايا، فبعث له _الدسوقي _ينصحه ويتطلب منه الرحمه بالناس وإقامة العدل، فروي المبغضون للدسوقي وشوهوا به عند السلطان، وأغروه بقتله حتى لا يحدث فتنه في البلاد، في البدايه ارسل إليه طرح من الشهد المسموم كهديه للدسوقي فتسلم _الدسوقي_الطرد وجمع الفقراء المدينة فاكله الفقراء ولم يؤثر في حد.
في المرة الثانية ارسل له السلطان احد الأمراء ليقابله وهو الامير”عز الدين”. فذهب الأمير إلى دسوق، فلما وصل؛ نصب خيمته على شاطئ النيل وأرسل احد اتباعه ليستدعي الشيخ، فأرسل الشيخ من قبله من يقول له (اجلس في خيمتك). فلم يقدر الأمير علي الحركه واصبح مشلولاً، وعلم السلطان بالخبر وكثرت الشائعات واصبح الأمر معلق بكرامة الملك، وأرسل السلطان وفداً من قبله ومعهم سباع ولما وصلوا إلى دسوق قصدوا خلوة الشيخ، فلما اقتربوا خرج لهم _الدسوقي_، فهاج الأسد وقطع الطوق من رقبته، فخشي عليه مريدوه، فطمأنهم وكاد الأسد أن يفترس الوفد المرافق له، علم السلطان انه وقع في حبائل الوشاه، وراي أن يذهب إلى _الدسوقي _ويعتذر منه عما حدث وعرض عليه ما شاء من العقار والمال ولكنه رفض، وطلب منه أن يترك نصف جزيرة الرحمانية للفقراء ووافق السلطان وبشره بالنصر على الصليبيين في عكا.
 
*من مؤلفات الدسوقي كتاب الجوهرة.
-كما أنه ينسب له مئات من الكرامات وسنفرد ببعضها في مقال لاحق.
 
*عندما شعر _الدسوقي _بدنو أجله، ارسل نقيبه إلى أخيه “أبي العمران شرف الدين موسى” الذي كان يقطن جامع الفيلة بالقاهرة، فأمره أن يبلغه السلام، ويسأله أن يطهر باطنه قبل ظاهره. وذهب النقيب إلى موسى شقيق الدسوقي، ودخل عليه المسجد وهو يقرأ على طلابه كتاب الطهارة، فأخبره النقيب برسالة أخيه، فلما سمعها، طوى الكتاب وسافر إلى دسوق فلما وصل وجد أخيه توفي وهو ساجد وكان ذلك عام 696هجريا الموافق 1296م، وتوفي وله من العمر43عاماً.
وقد دفن بمدينة دسوق محل مولده، وأقام أهل المدينة بعد ذلك على ضريحة زاوية صغيرة، وتوسعت شيئاً فشيئاً حتى تحولت إلى مسجد من أكبر مساجد مصر وهو مسجد (سيدي إبراهيم الدسوقي) أو المسجد ” الإبراهيمي” وسوف اتكلم عنه في مقال لاحق.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى