ط
تحقيقات وتقارير

من ينقذ شيماء من الشارع بعد أن طردتها أمها

تسير وحيدة دون ونيس لها، لا تدري أين يكون المستقر، تركت منزلها بمحافظة الشرقية، بعدما طردتها والدتها بعد موت والدها منذ عامين، وحينها جاءت إلى محافظة القاهرة، كي تكسب قوت يومها، ولكن انقلبت الأمور بعدما استغنى عنها صاحب محل كانت تعمل به في منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، وأصبح مصيرها الشارع.

شيماء السيد، فتاة عشرينية طردتها والدتها من بيتها بعد موت الأب: «أمي طردتني من البيت بعد ما ابويا مات ومش عارفه اعمل ايه وأروح فين».

ثلاثة ليالي هي تلك المدة التي قضتها الفتاة في الشارع دون ونيس، تسير دون أن تعلم أين تذهب، حتي انتهي بها المطاف بعد أن خارت قواها، وهنا قررت أن تجلس في ميدان السيدة عائشة، لتقضي ليلتها بعد عناء التجول في الشوراع: «رجليا ودتني لحد ميدان عنده مسجد، مكنتش عارفه أنا فين، لكن هناك قابلت ضابط شرطة، لاقاني قاعدة لوحدي، وبعيط، قالي مالك، قولتله علي حكايتي، صعبت عليه وقعدني جنبه، لأنه كان في خدمة، فضلت قاعدة طول الليل، والصبح مشيت الف تاني».

تركته الفتاة وذهبت حيث تأمل في العثور على مؤسسة ترعى حالتها ولكن دون جدوى، إلى أن رأت «سوبر ماركت»، ودخلت إليه، من أجل التحدث في الهاتف ولكنها لم تجد رد من أقاربها في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية: «صاحب السوبر ماركت لاقاني بعيط قالي مالك حكيت له اللي حصل، فقالي طيب تعالي معايا، ونزل يلف معايا علي كل المؤسسات اللي بترعي المشردين، فضلنا نلف لحد الساعة 12 بليل، وبعدها روحت معاه بيته قعدت مع مراته وولاده، والنهاردة الصبح نزلنا تاني الساعة 7 ندور على مكان».

تركتها والدتها دون خوف عليها من مصير الشارع، وظلمة ليله، لم تدرك أن ما تقوم به يعد جرما في حق ابنتها: «قالتلي ملكيش عيش معايا، روحي لحالك، وأنا مليش حد، وأبويا ميت، وأهل أبويا قالوا لي دي أمتك طردتك هانخدك احنا يعني».

حتى الآن لا تعرف الفتاة مصيرها وإلى أين سيستقر بها الحال، وهي التي تتمنى أن تجد من يرعاها فقط، حتى لا يكون مصيرها التشرد.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى